إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود في وفود حجاج بيت الله الحرام
(أم القرى العدد 1724 في 17 ذو الحجة 1377 الموافق 4 يوليه 1958)

          "إنني أدعوكم إلى أن تتآلفوا فيما بينكم، وأعلموا أن هذا التآلف يجب أن يكون على صدق، وعلى إخلاص، وعلى توحيد أساسه تقوى الله سبحانه وتعالى، بعد هذا يجب علينا جميعاً معشر المسلمين أن نتآلف فيما بيننا، ونتآخى ونزيل كل الحزازات، وكل سوء التفاهم. حتى تتسنى لنا الغلبة على عدونا اللدود الذي تعرفونه جميعكم، وهو المغتصب لأرض فلسطين، والمغتصب لأرض الجزائر الحرة. ولا يكون ذلك بكثرة الجنود والأسلحة والمال. بل يكون ذلك بالتضامن الصحيح وإيماننا وتمسكنا بالشريعة المحمدية، والصدق في المعاملات والإخلاص والتآخي إذا صرنا على هذه المبادئ الكريمة نحن العرب والمسلمين جميعاً، فأعتقد أن هذه هي القوة الحقيقة، أما كوننا الآن متفرقين ومشتتين ذات اليمين وذات الشمال. فهذا لا يحقق لنا أية قوة، بالعكس، فهذا يتيح لعدونا أن يشمت بنا. وهذا يؤدي إلى المزيد من التفرقة والتفكك في أمتنا الإسلامية، وهذا ما لا نرضاه ولا ترضونه. هذه نصيحتي إلى المسلمين عامة.

          أولاً: توحيد العبادة له سبحانه وتعالى، وإقامة شرائع وشعائر الإسلام.

          ثانياً: التآخي وإزالة سوء التفاهم والحزازات التي في النفوس، وليس لنا سوى مبدأين هما. مبدأ الدين ومبدأ التضامن، فإذا أضعناهما ماذا يبقى لنا؟ لا شيء بالطبع. وهذا يمكن عدونا من التقاطنا قطعة قطعة. هذه توصيتي للمسلمين عامة: التمسك بدين الله، والتآخي والتآلف، ونبذ سوء الظن بعضنا البعض، حتى يتهيأ لنا التضامن إن شاء الله. أسأل الله أن يوفقنا وإياكم جميعاً، وأن يتقبل حجنا وحجكم، وييسر أحوال المسلمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.