إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الملك سعود إلى الأمراء والقضاة والهيئات الدينية
(أم القرى العدد 1870 في 5 ذو الحجة 1380 الموافق 19 مايو 1961)

          فيما يلي الخطاب الملكي الكريم الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بتوجيهه إلى الأمراء والقضاة والهيئات الدينية في أنحاء المملكة هذا نصه:

          من سعود بن عبدالعزيز إلى كل من يراه من أمرائنا وقضاتنا والهيئات الدينية في أنحاء مملكتنا.

          نحمد الله الذي لا إله إلاَّ هو، ونصلي ونسلم على خير أنبيائه، أما بعد: فإني أذكركم ونفسي بأنعم الله التي أنعمها علينا؛ إذ جعلنا من أتباع دينه الذي اصطفاه للعالمين، وميزنا في هذه المواطن المشرفة أن جعلنا من حاملي ألوية الدعوة إلى دين الله الخالص، واتباع السلف الصالحين، الذين كانوا على هدى نبيه صلوات الله وسلامه عليه، ومن علينا سبحانه أن جعلنا من خدام بيته. ومكن لنا في هذه البلاد ولذلك وجب علينا شكر نعمائه سبحانه وتعالى في تنفيذ ما أمرنا به، واجتناب ما نهانا عنه، وإقامة أحكام الشريعة الإسلامية وتنفيذها على الصغير والكبير، وألا تأخذنا في الحق لومة لائم اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها. وهذا الأمر واجب علينا في كل وقت وحين، ولكنه في هذا الوقت أوجب واجب فكلكم يعلم ما أحيط بنا من الدعايات والأقوال لمحو الإسلام ومبادئه، واستبدالها بمبادئ ما أنزل الله بها من سلطان، فواجب الراعي والرعية التنبيه لهذا الأمر، وتثبيت دعائم هذا الدين في هذا البلد الأمين؛ لأننا نبرأ إلى الله من كل عمل يخالف الشرع الشريف، فواجب أمرائنا تنفيذ الأحكام الشرعية على كائن من يكون، وواجب قضاتنا الحكم بما أنزل الله، والمبادرة لوضع الحق والعدل في موضعه، كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه الخلفاء الراشدون، وواجب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أن يقوموا بواجبهم كما أمر الله ورسوله قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ هذه هداية القرآن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونحن على علم بالمعروف الذي أمر به، وعلى علم بالمنكر الذي ينكره الإسلام، فعلى جميع أمرائنا وقضاتنا وهيئات الأمر بالمعروف أن يمتثلوا أوامر الله؛ لأننا جميعاً مسؤولون أمام الله فيما نبدأ ونعيد مما ولانا الله الأمر فيه، ولا عذر لأحد من إهمال تنفيذ ما أمر الله سبحانه وتعالى، وأن نخلص العمل له وأن نجعل ذلك قياماً بالشكر على نعمائه سبحانه لا نحصي ثناء عليه، كما أثنى هو على نفسه، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم.