إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



خطاب الملك سعود إلى حجاج بيت الله الحرام
(أم القرى العدد 1871 في 18 ذو الحجة ذ380 الموافق 2 يونيه 1961)

          نص الخطاب الملكي الكريم الذي وجهه حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم إلى جموع الحجاج في الحفل السنوي الكبير، الذي يقيمه جلالته لرؤساء بعثات الحج الرسمية، والوفود الإسلامية في كل عام بالقصر الملكي العامر بمكة المكرمة وقد ألقاه حضرة صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز رئيس الديوان الملكي.  

          أحمد الله حمد الشاكرين لنعمه التي لا تحصى، وأفضاله التي لا تستقصى، وأصلي وأسلم على أشرف أنبيائه، واستفتح بالذي هو خير.

إخواني
          نحن اليوم في مقام عظيم، وفي موطن مقدس كريم، بين البيت والمقام، والمشاعر العظام، وقد وفدنا من بلاد بعيدة وأقطار مختلفة، لنطوف حول هذا البيت العتيق، ونذكر اسم الله، ونشهد منافع لنا، كل ذلك من فضل الله؛ لنعبده مخلصين له الدين، ونشهد منافع لنا في دنيانا وآخرتنا.

          هذا موطن شرفه الله، وميزه على جميع بقاع المسلمين بأن اختاره ليكون فيه بيته الحرام، الذي هو أول بيت وضع للناس، وبالقرب منا غار حراء، الذي أنزل فيه أول وحي على رسولنا وهو خارج منه؛ ليكون فيه هدى للعالمين، فالواجب الأول علينا في هذا المقام أن نعلم حقيقة ما أنزل، والدعوة التي دعا إليها هذا النبي الأمين، وتحمل في سبيلها من الأذى ما تحمل، حتى هاجر من هذا البلد ثم جاهد وجالد، حتى أظهر الله دينه، ونصر كلمته، فواجب علينا أن نتدبر، ونعلم حقيقة تلك الدعوة التي جاء بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، إنها الدعوة إلى عبادة الله وحده والإخلاص لعبادة الله (لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله).

          إخواني كلنا يعلم المساعي المبذولة بأساليب شيطانية؛ للقضاء على هذه الروح الإسلامية بمبادئ وبدع وضلالات زخرفها الناس؛ ليجتذبوا بها عقولاً عميت عن الهدى، ولقد بعد الناس عن الهدى وتفرق المسلمون فرقاً وشيعاً، ولكنه ما دام هذا القرآن بين أيدينا، وسنة رسوله واضحة فلن يعدم ذلك أن تقوم فئة بنصرة الحق، ونشر مبادئه، والدعوة إلى جمع كلمة المسلمين في صعيد واحد.

إخواني
          إن الله سبحانه وتعالى قد من علينا برسالة غالية سامية، لا بد لنا أن نحافظ عليها، ونعمل بفحواها، ونصون كيانها.

          على أنني أعتقد كما يعتقد كل مفكر مخلص لدينه، بأن الأمر ليس بالهين ولا باليسير، فالقوى الاستعمارية بأنواعها تعمل على مقاومة كل سعي يبذل لتوحيد كلمة المسلمين، ونشر تعاليم الإسلام الصحيح، ومبادئه السامية.

          وما حل القرن الماضي إلاَّ والأقاليم الإسلامية كلها مغلوبة على أمرها، يتصرف بها الاستعماريون، وأصبحت البلاد الإسلامية أقاليم تدور في فلك الاستعمار وأعوانه، وقسمت البلاد الإسلامية، في آسيا واستولى عليها الاستعمار، وقسمت البلاد الإسلامية في أفريقيا، واستولى عليها الاستعمار، استأثروا بثرواتها، وأذلوا وشردوا أهلها، حتى قامت بين تلك الشعوب شعوب تطالب بحريتها، فسالت الدماء، دماء الشرف، دماء الحرية، من أجل الحصول على الاستقلال الذي يضمن لها السير في طريق الحق، واستقلت في آسيا دول إسلامية شقيقة ذات سيادة وكرامة، كما قامت بالأمس القريب صيحة في أفريقيا، أقضت مضاجع الاستعمار وهزمته هزيمة نكراء. فظهرت دول عديدة تريد الحرية والعيش الكريم لأمتها، وحققت ما تصبو إليه من عزة وحرية وكرامة، فكان ذلك مصداقاً لقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ.

          ونحن اليوم في هذا المكان ندعو مسلمي العالم في كل بقاع الأرض أن يتعاونوا ويتكاتفوا يداً واحدة. لإقامة رابطة إسلامية قوية عملاً بقوله تعـالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا.

إخواني
          إن في العالم اليوم كتلتين تتحكمان في مصير البشرية، وجمعهم، وكلتا الكتلتين تريد أن تزجا البلاد الصغيرة في صراعهما الذي لا يؤدي إلاَّ للدمار والخراب.

          أيها المسلمون في جميع أنحاء العالم إنني أدعوكم لأن تتحدوا وتتفقوا صفاً واحداً أمام الكتل المتنافسة، التي تدعو للهلاك والدمار، ونحن اليوم ندعوكم وندعو أنفسنا ليجتمع بنا الشمل في صعيد واحد. وندعو سوياً لإقرار السلام الذي دعا إليه الإسلام، ونحن بهذا نسعى لإنقاذ العالم من ويلات الحروب، التي إن أتت فستدمر كل ما نصبو إليه من آمال وأهداف.

إخواني
          لقد رأيت من واجبي أن أخدم هذين الحرمين الشريفين، وأن أبدأ العمل في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة، فأمرت بإنشاء جامعة إسلامية في المدينة المنورة التي هي مأوى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهيأت لها من الأسباب والوسائل ما يكفل لها أداء الرسالة السامية المرجوة منها. فاستقدمت عدداً من علماء المسلمين من بعض الأقطار الإسلامية، وضعوا لذلك برامج نظماً ومناهج، وستضم هذه الجامعة طلاباً من سائر أنحاء العالم، وسأحرص على أن يكون فيها عدد غير قليل من إخواننا الأفريقيين والآسيويين الذين يتشوقون لمعرفة الإسلام في منبعه، وكذلك ستحوي طلاباً من أقاصي البلاد حتى إذا أكملوا دروسهم، وتفقهوا في الدين، رجعوا إلى قومهم؛ ليبثوا الدعوة إلى الدين القويم وهذا عمل يحتاج إلى أمد طويل حتى يؤتي أكله، ولكنه الطريق السوي لبث الدعوة وتوصيلها إلى أقصى المعمورة، عن طريق هذه الجامعة والمنتسبين إليها. حتى إذا تفرقوا في الأقطار جمعتهم دعوة الحق، وكانوا سبباً في اجتماع كلمة المسلمين، وتعاضدهم وتعاونهم في كل قطر وفي كل حين.

          إخواني هذا عمل سنسير فيه بكل جد ونشاط، ونسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه ويوفقنا للنجاح فيه، كما إنني أتقدم لإخواني المسلمين في جميع أقطار العالم، وأدعو رؤساء الدول الإسلامية للتعاون على ما فيه الخير لنا، ودفع الضر عن سائر بلادنا وسأعمل في هذا السبيل ما أستطيع، ولعلي أن ألقى من الجميع ما نصبو إليه من الحفاظ على ديننا والسلامة في أوطاننا.

إخواني
          هذا بعض ما لدي فيما يتعلق بمجتمعنا الإسلامي

          أما فيما يتعلق بمجتمعنا العربي الذي يعتبر جزءاً من محيطنا الإسلامي، فإن أهدافنا ومبادئنا ما تغيرت، ولن تتغير بحول الله.

          كلنا يعلم ذلك التكالب الاستعماري العدواني الذي اشتركت فيه قوة الاستعمار من مشرقها إلى مغربها، على فلسطين العزيزة التي تشتمل على أولى القبلتين وثالث الحرمين، لم يشذ منهم نفر واحد، ولم يظهر من أحدهم بادرة تدل على أن ضميراً إنسانياً أصيب بأي وخزة، وكانوا يتشفون ويتلذذون بهذه الجريمة التي أقدموا عليها، من إخراج أكثر من مليون نسمة شردوا من ديارهم.

          إن المعتدين ومن ساعدوهم، يظنون أنهم بمساعدات هزيلة يستطيعون أن يخفوا جريمتهم، أو يكفروا عن خطيئتهم، وأغرب من ذلك كله أنهم يمنون على هؤلاء اللاجئين بفتات من تلك المساعدات، لا بقصد المساعدة، ولكن ليحفظوا لهذه العصابات المجرمة أن تتمتع بأموال هؤلاء اللاجئين، دون أن يكدر عليهم مكدر.

          إن اللاجئين في غنى عن هذه المساعدات إذا أعيدت لهم حقوقهم المسلوبة، وأموالهم المنهوبة، وبيوتهم وأراضيهم المغتصبة. وإنه لمن الخزي والأسى أن تقوم كبريات تلك الدول في الأمم المتحدة وتعارض في أن تشكل هيئة الأمم المتحدة هيئة تشرف على هذه الأموال المسلوبة؛ لأن هذا العمل ينغص على تلك العصابات المجرمة اللذة والتمتع الذي تتمتع به في هذه الحقوق وتلك الأموال التي اغتصبتها، فانظروا بعد هذا كيف يتبجحون بالحفاظ على مبادئ حقوق الإنسان، وهم يطأون هذه الحقوق بأقدامهم ويتناسونها.

          إننا إن أبدينا أسفنا على هذه المواقف من أولئك الذين تصدروا الرئاسة الدولية، فإن ذلك لن يفت في عضدنا، ولن يضعف من هممنا، بل إن ذلك مما يقوي عزائمنا، ويدعونا للمزيد من بذل الجهد؛ لاعتقادنا أن الحق مهما تكالبت عليه قوة الباطل فلا بد أن يظهره الله.

أيها المسلمون
          إن إخواناً لنا قد خرجوا من ديارهم بعد أن طردوا، بعد أن سلبوا، بعد أن عذبوا، وأصبحوا اليوم في العراء، يستنجدوننا لحمايتهم، ولنعيد لهم حقوقهم التي اغتصبت منهم على أيدي عصابات شريرة، تعاونت معها قوى استعمارية حققت لها أغراضها العدوانية.

          وليس من العدل والحق والشرف في شيء أن يطرد ويسلب إخوة لنا ثم لا ننتصف لهم، ونهب لنجدتهم، ورفع الحيف الذي حاق بهم. ونحن من هذا المكان نعلن أننا عاملون مع إخواننا المسلمين والعرب، ومع كل من يناصر العدالة والحق، في سبيل نصرتهم، واسترجاع حقوقهم، وإعادتهم إلى ديارهم المغتصبة، وسنمحق الأعداء بإذن الله، ولو كره الكارهون.

إخواني
          إنه لمما يسرنا ويسركم أن نجتمع اليوم والجفوة التي كانت بين بعض الدول العربية تسير نحو الصفاء والتصافي، حتى تجتمع الكلمة، وما خامرني شك في يوم من الأيام أن تلك الجفوات التي بدرت لم تكن سبباً عائقاً دون جمع قوانا في الأزمات إزاء كل خطر يداهمنا، وقد رأى العالم تعاوننا جبهة واحدة في أزمات ماضية، كان بعضها أيام بلغت الجفوة قمتها فلم يمنع ذلك الجميع أن يقفوا صفاً واحداً إزاء تلك الأزمات، على رغم ما كان بين بعضهم.

          إخواني إنني من هذا المكان أحيي الشجاعة والبسالة في شعب الجزائر المكافح، الذي سيصل بحول الله إلى أهدافه التي نتمناها له في أقرب وقت، فقد ضرب ذلك الشعب المثل الأعلى للعالم كله، في ثباته ونضاله مع قلة العدد والعدة أمام دولة تزعم أنها في مصاف الدول الكبرى، رحم الله شهداءهم، وأيد المناضلين منهم بنصر من عنده، أما نحن فلهم منا كل عون مادي نستطيع، وكل تأييد في كل موقف من المواقف. وستظل علاقاتنا مقطوعة مع فرنسا حتى تنجلي الأمور. وتسير الجزائر في الوصول إلى أهدافها من حرية واستقلال وقبل ذلك سنظل على موقفنا. حتى يأذن الله بالنصر لهؤلاء الأخوة المجاهدين.

          إننا لا نزال في جزيرتنا العربية نشكو العدوان على أخوتنا في الجنوب العربي، والعدوان على إخوتنا في عمان، كما لا نزال على موقفنا في الدفاع عن البريمي، والمناطق المتنازع عليها، التي اعتدت عليها القوات البريطانية باسم أخوة لنا، نحن أقرب إليهم من بريطانيا، وأحق بهم، ولو ترك الأمر لنا ولهم لحل الخلاف بيننا وبينهم بأسهل الطرق، وأقربها للعدل والإنصاف، ولكن المطامع الاستعمارية تغطي أعين المستعمر، فتخبط في دياجير الظلام، وإننا لنأسف أن بريطانيا هي التي اضطرتنا لاستمرار قطع علاقتنا معها؛ لأنها أصرت على استمرار عدوانها على جزء من أراضينا، وإنه ليسرنا أن نعيد علاقاتنا الودية معها إذا حل النزاع القائم، بإعادة الأماكن المعتدى عليها إلى ما كانت عليه من قبل، وسحب القوات المعتدية منها، كما أننا نقدر المساعي التي يقوم بها همر شلد الأمين العام للأمم المتحدة، للوصول إلى تسوية عادلة بهذا الشأن.

          ولكننا لن نتساهل بحقنا، ولا في حق أي مسلم أو عربي حتى يأذن الله بالنصر.

إخواني
          أحييكم في هذا البلد الأمين وأسأل الله أن يتقبل حجنا وحجكم، وأن يوفقنا للقيام بخدمتكم في تطهير هذا البيت للطائفين والعاكفين. فنحن منذ أن حملنا الله مسؤولية شرف خدمة هذين الحرمين الشريفين، قام والدي ـ رحمه الله ـ بما أمكن من تسهيل أداء هذه الفريضة للمسلمين فبسط الأمن بهذه الديار، بعد أن كانت مقراً للسلب والنهب والعدوان على الآمنين وقام ـ عليه رحمة الله ـ بإصلاح ما يمكن إصلاحه من المرافق العامة التي تسهل حج الناس لهذه البلاد المقدسة. وكان من أفضال الله علي أن سلكت سبيله، وسرت بجد ونشاط؛ لبذل كل ما يمكن بذله، وإصلاح كل ما يمكن إصلاحه تأميناً للحجاج وراحتهم، فكان من بين تلك الأمور التي أوليتها عنايتي واهتمامي لتسهيل الحج للمسلمين هو مشروع توسعة الحرم المدني. فأصبح يتسع للوافدين ويؤمن راحتهم. وقد بلغت تكاليف ما أنفق على ذلك العمل المبرور خمسين مليوناً من الريالات، ولا يزال العمل مستمراً في إتمام مشروع الحرم المكي، وقد شاهدتم ما تم حتى الآن، وقد رصد للمشروع مبلغ خمسمائة مليون ريال. صرف منها حتى الآن مبلغ مائتين وخمسين مليون ريال.

          وآمل في السنة القادمة أو التي بعدها أن ينتهي هذا المشروع الذي ادخره لله حتى أقوم به بنفسي؛ ابتغاء لمرضاته، وخدمة لحجاج بيته. وأساله الله أن يجزل الأجر والثواب، وأن يمتع المسلمين في هذا الحرم، ويهبهم الأجر والثواب، وهم يطوفون بالبيت ويسعون براحة واطمئنان وأمان.

          وكذلك عملنا على إعادة تسيير الخط الحديدي الحجازي الموصل بين دمشق والمدينة المنورة، وقد ظهرت مصاعب في الأمر تمكنا من تذليلها، وأمرت بصرف المبالغ اللازمة لدراسة المشروع. ولقد كان لتعاون إخوتنا في الجمهورية العربية المتحدة، وإخوتنا في الأردن الأثر الحسن في إبراز هذا المشروع إلى حيز العمل، فقد تمت الدراسات الفنية ووضعت المواصفات، وتقدمت العطاءات على أساسها، وفتحت مظاريف العطاءات وهي تحت الدراسة اليوم، ويسرني أن أبشر إخواننا المسلمين أن أملنا أن يتمكن المسلمون من استعمال هذا الخط في حجهم بعد حج مقبل، وذلك بمشيئة الله وتوفيقه إن شاء الله.

          ولقد وجهنا عنايتنا البالغة لتأمين راحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام فأعددنا برامج لتخطيط مكة المكرمة، وتوسعة وإنارة شوارعها، كما تم وضع برنامج لتخطيط وتنظيم المنطقة التي تضم المشاعر الحرم، والطرق المؤدية لها، فتم خلال هذا العام فتح طريق جديد يربطها بمكة المكرمة تخفيفاً لازدحام حركة المرور في الذهاب والإياب، كما أولينا توفير مياه الشرب لحجاج بيت الله الحرام اهتمامنا البالغ، وقد تم تمديد شبكات مواسير المياه، وإقامة بعض الخزانات التي تزود الحجاج بالمياه في مكة المكرمة والمشاعر الحرم. كما تم إنشاء ثلاثة سبل للمياه المثلجة بجوار مسجد نمرة، وقرب جبل الرحمة وبميدان عرفات، ولن نألو جهداً في السعي إلى كل ما فيه راحة وسلامة من يقدم إلى هذا البلد الحرام.

          ولا شك أن النهوض بهذا البلد أمر يدخل السرور على قلب كل مسلم مخلص يهمه أمر تقدمه، وأن ما يلقاه من عنايتنا إن هو إلاَّ واجب علينا؛ لمصلحة أهله ومصلحة الوافدين إليه، لذلك أمرنا بإنشاء مجلس أعلى للتخطيط؛ ليضطلع بمهمة إعداد البرامج الطويلة المدى، والخطوط العريضة للنهوض اقتصادياً بالبلاد في جميع المجالات الاقتصادية، من صناعية وزراعية وعمرانية. وقد تم بالفعل إعداد الدراسات اللازمة لكثير من المشاريع التي نؤمل أن تعود بالخير العميم على هذا البلد الأمين.

          وهناك أمور كثيرة قمنا بها، ونسعى للقيام بها لا أريد أن أطيل عليكم في وصفها؛ ولكني ذكرت نموذجاً منها لكي يدخل السرور على قلوب المسلمين الذين تهوى أفئدتهم إلى هذا البلد الأمين، فيعلموا أن هذا الوطن المقدس يلقى من العناية ما هو واجب له؛ لمصلحة أهله ولمصلحة الوافدين إليه.

          سائلين الله أن يتقبل حجنا وحجكم، وأن يجعله حجاً مبروراً، ويعيدكم سالمين غانمين لأوطانكم وأهليكم.

          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.