إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



كلمة الملك الحسن الثاني في القوات المغربية قبيل مغادرتها إلى الشرق الأوسط
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 304- 305"

كلمة الملك الحسن الثاني في القوات المغربية
المسلحة قبيل مغادرتها الرباط متوجهة
الى الشرق الاوسط.

الرباط، 5/6/1967
("المملكة المغربية في معركة فلسطين" ،
سفارة المملكة المغربية، بيروت،
لا. ت.، ص 11)

             الحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

         شعبي العزيز:

         غير خاف عليك ان الامة العربية والاسرة الاسلامية تجتاز ظروفا دقيقة وخطيرة من ظروف حياتها، وغير خاف عليك كذلك ان دولة شقيقة هي الجمهورية العربية المتحدة قد تعرضت هذا اليوم الى هجوم غاشم غادر من لدن اعداء المسلمين.

         وغير خاف كذلك انه بمجرد ما علمت الدول العربية بذلك الخبر المزعج قامت كرجل واحد في انتفاضة واحدة في حماس منقطع النظير بجانب اختها وشقيقاتها.

         والمغرب الذي لم ينتظر استقلاله بل وهو يرزح تحت نير الاستعمار سنه 1947 على لسان ملكه ومحرره محمد الخامس طيب الله ثراه كان قد اعلن انه يعتبر نفسه عضوا في اسرة الدول العربية وفي أسرة الجامعة العربية. المغرب الذي لم ينتظر استقلاله هو بدوره اعلن انه بجانب اخوانه الدول العربية وانه مستعد ان يدفع النفس والنفيس ويضحي بكل غال ورخيص في سبيل عزة العرب وكرامة المسلمين.

         فاننا منذ ثمانية ايام نتابع باستمرار وباهتمام الحالة في الشرق الاوسط وكنا نراقب ونلاحظ وكنا في الوقت المناسب اعلنا رسميا موقفنا واعلنا، اننا مستعدون لان نذهب ونحارب ونقاتل بجانب اخواننا العرب وها هو هذا اليوم قد وصل وها هي الساعة قد حانت وها هي أفواج من قواتنا الملكية المسلحة ستتوجه اليوم الى بلاد الشرق الاوسط لتقف بجانب شقيقاتها القوات المسلحة العربية، من جميع الدول العربية.

         وبهذه المناسبة يجب ان نستخلص عبرة من كلام الله سبحانه وتعالى حيث يقول.. عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، فقد كان صف العرب قد تصدع وكان شملهم قد تفرق وتشتت وأبى الله سبحانه وتعالى بحكمته البالغة الا ان يجمع الشمل ويوحد الصفوف فجعل هذا العدوان الغاشم وسوف يجعله ان شاء الله مفتاح كل خير وسبب كل اتحاد وسبب كل وحدة.

         وأتوجه الان الى قواتنا المسلحة الملكية لأقول للجنود الذين اصطفاهم القدر ليذهبوا الى تلك البلاد المقدسة العزيزة علينا. اقول لهم إنكم أيها الجنود بكفاحكم هذا سوف تكونون مخلصين لشعاركم شعار الله والوطن والملك لانكم ستحاربون في سبيل بلد مقدس وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين لانكم سوف تحاربون لان كل وطن عربي هو وطن كل مواطن عربي لانكم ولي اليقين سوف تجعلونني ارفع الرأس مشرفا فخورا بسيرتكم وباستشهادكم وبشجاعتكم.

         إني اوصي الجنود وضباط الصف ان يبقوا محافظين على ما عرف فيهم من امتثال وتتبع للاوامر واستماتة وشجاعة وشهامة وأقول للضباط عليكم ان تأخذوا بيد الجنود وتتطلعوا على صغيرهم وكبيرهم وتعتبروهم اكثر من ذي قبل كأبنائكم وكفلذة كبدكم..

         وانني اقول لهذا الفوج الذي اعطاه الله هذا الشرف اقول لهم نيابة عن اسرة القوات المسلحة الملكية ونيابة عن جميع مواطنيهم في مشارق المغرب ومغاربه اقول لهم هنيئا لكم بموقفكم هذا وهنيئا لكم بموقفكم بجانب اخوانكم العرب.

<1>