إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة تفويضه بإصدار قرارات لها قوة القانون

نعرف ما حصل سنة 1956 حينما وقفنا لنطالب بحقوقنا تصدت لنا بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ووجهنا بالعدوان الثلاثي، ولكننا قاومنا وأعلنا أننا سنقاتل لآخر قطرة من دمائنا ونصرنا الله وكان نصر الله عظيماً.

          واستطعنا بعد هذا أن نقف واستطعنا أن نبني. النهاردة بعد 11 سنة من سنة 56 ونعيد الأمور إلى ما كانت عليه سنة 56.. هذا من الناحية المادية، وأنا في رأيي أن هذه الناحية المادية هي الجزء الصغير، أما الجزء الكبير فهو الناحية المعنوية.. بعث أمة العرب.. بعث قضية فلسطين.. عودة الثقة إلى كل عربي.. عودة الثقة إلى كل فلسطيني على أساس أننا إذا كنا قد استطعنا أن نعيد الحالة إلى ما كانت عليه قبل سنة 1956 فلابد أن الله يساعدنا ويدفعنا إلى أن نعيد الحالة إلى ما كانت عليه عام 48..

أيها الأخوة:

          إن الثورة العربية وللثورة العربية وهياج الجماهير العربية الذي نراه اليوم في كل بلد عربي وفي كل مكان ليس فقط لأننا عدنا إلى خليج العقبة، أو لأننا تخلصنا من قوات الطوارئ الدولية.. لا .. إنه من أجل عودة الشرف العربي.. من أجل عودة الأمل العربي. لقد كانت إسرائيل تتبجح دائماً وزادت في تبجحها وكانت الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا أيضاً تتجاهلنا، بل تحتقرنا وتعتبر أننا لا قيمة لنا، ولكن حينما آن الأوان وأنا قلت قبل الآن أننا سنقرر الوقت وسنقرر المكان ولن نتركهم ليقرروا الوقت ويقرروا المكان.. علينا أن نستعد لننتصر. لا نعيد مهازل سنة 48.. ننتصر بعون الله وبتأييد من الله.

          وقد تمت هذه الاستعدادات ونحن على استعداد ولمواجهة إسرائيل.. وقالوا ما قالوا عن حرب سنة 56 ولكن لن يصدقهم إنسان بعد أن كشف التواطؤ، تواطؤ سنة 56.. هذا التواطؤ الحقير الذي سارت به إسرائيل.. الآن نحن على استعداد للمواجهة لأن نفتح قضية فلسطين كلها.. إن الموضوع اليوم ليس هو موضوع العقبة ولا هو موضوع مضيق تيران ولا هو موضوع قوة الطوارئ الدولية.. إن الأمر هو حقوق شعب فلسطين، هو العدوان الذي تم في فلسطين سنة 48 بمساعدة بريطانيا ومساعدة أمريكا.. هو طرد العرب من فلسطين واغتصاب حقوقهم وسلب أموالهم.. هو التنكر لكل قرارات الأمم المتحدة التي كانت في صالح شعب فلسطين.. إن القضية اليوم أكبر مما يتكلمون عليها.. هم يريدون أن يحصروها في خليج تيران وفي قوة الطوارئ الدولية وفي حق المرور، ونحن نقول أننا نريد حقوق شعب فلسطين كاملة غير منقوصة. نحن نقول هذا لأننا نؤمن أن الحق العربي لا يمكن أن يضيع لأن كل العرب في كل بلد عربي وفي كل مكان يطالبون بهذا الحق العربي.

          وإننا لا ترهبنا أمريكا وتهديداتها ولا ترهبنا بريطانيا وتهديداتها ولا يرهبنا العالم الغربي كله وتحيزه لإسرائيل. أمريكا تتحيز لإسرائيل وبريطانيا تتحيز لإسرائيل ولا يعملون أي حساب للعرب.. للأمة العربية كلها.. مائة مليون عربي لا يعمل لهم أي حساب.. لماذا؟ لأننا عودناهم على أننا لا نعرف العدو من الصديق.. علينا أن نعرف من هو العدو ونعامله كعدو ونعرف من هو الصديق ونعامله كصديق. وإذا كانت أمريكا

<2>