إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رسالة الرئيس جمال عبد الناصر إلى المؤتمر الطارئ لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية والأسيوية

رسالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
إلى المؤتمر الطارئ لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية والأسيوية
القاهرة: 1 يوليه 1967

الأهرام، القاهرة: 2 يوليه 1967

إلى الأخوة المناضلين من أجل الحرية في آسيا وأفريقيا:

إلى الأحرار الشرفاء في كل أنحاء العالم، الذين يعملون من أجل إقرار السلام القائم على العدل:

          إن اجتماعكم هنا في القاهرة قاعدة النضال ضد الاستعمار ومنطلق الكفاح من أجل الحرية والعدالة والمساواة، هو إحدى شعلات الأمل وسط غياهب الظلم والعدوان، هو صوت الحق يغلب صيحات التضليل.

          ليس هذا أول لقاء لكم للدفاع عن الحرية والكرامة ولن يكون آخرها. فلقاؤكم بدأ على طريق النضال منذ بدأ الاستعمار في ممارسة عدوانه على الشعوب والمطالبة بحق الحياة الحرة الكريمة.

          لقد خضنا معاً معركة الجزائر.. ومعارك الاستقلال في أفريقيا، ووقفنا إلى جانب شعب فيتنام في حربه المريرة ضد العدوان الاستعماري الأمريكي الضاري. ونحن نقف اليوم نواجه معاً معركة أخرى من معارك الاستعمار في عدوانه على الوطن العربي ليسلبه حق الحياة والتقدم.. ليسلبه القدرة على أن يقف معكم في معارككم ضد طغيانه.

          إن العدوان الغادر الذي شنته القوى الاستعمارية متواطئة مع عميلتها إسرائيل لم يكن إلا حلقة في سلسلة معارك طويلة مريرة بين الاستعمار وبين الشعوب المناضلة في القارات الثلاث. ولقد كان في حد ذاته جريمة جديدة من الجرائم التي أنزلها الاستعمار بالوطن العربي والتي بدأت بإنشاء إسرائيل في قلب الوطن العربي كخنجر يستنزف دماءه ويسلب أمنه ويشرد مواطني جزء عزيز منه ليجعل منهم مجموعة من اللاجئين المشردين حرموا من ديارهم ومن حقوقهم الشرعية.

          لقد جاء الهجوم المسلح الواسع النطاق الذي أعدت خطته ونفذت باستخدام قوات تفوق بكثير كل إمكانيات عملية الاستعمار ليثبت إثباتاً جازماً الطبيعة العدوانية لإسرائيل ويؤكد أنها قاعدة الاستعمار الرئيسية في الشرق الأوسط، وأنها جزء لا يتجزأ من استراتيجية الاستعمار في هذه المنطقة الحيوية من العالم. ولقد التزمت الدول العربية كلها بضبط النفس أمام الاستفزاز الإسرائيلي الاستعماري ووقفت موقف المدافعة عن

<1>