إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

جمهورية في صنعاء بدون قوات مصرية، في صنعاء دلوقتي الإنجليز يمشوا من الجنوب العربي، الجنوب المحتل ومن عدن والوطنيين هيتولوا الحكم، طبعاً كنا نتمنى أن يكون هناك اتفاق بين الوطنيين في الجنوب العربي، بين كل العناصر الوطنية حتى يمكن أن يتغلبوا على المرحلة الجاية والصعوبات.. بخروج الإنجليز انتهى الجهاد الأصغر وبدأ الجهاد الأكبر العملية لم تكن سهلة ولكن حاولنا بكل الوسائل ولم نوفق.

          في الخرطوم وصلنا إلى اتفاقية الدعم اللي أخذنا فيها (95) مليون جنيه إسترليني، بكل أسف اليومين دول نزلوا 14% مع نزول الإسترليني، وكل الدول وقفت على مستوى المسئولية.. لا إحنا اتفقنا في الخرطوم بالإسترليني واتفقنا مش بالدولار- موضوع الدولار ده نحاول نتكلم فيه بعد كده.. كان العدو يعلق آمال كبيرة على حصارنا الاقتصادي وكانوا مقررين إن إحنا في يناير أو ديسمبر نتيجة قفل قنال السويس ونتيجة نزول عائد البترول نتيجة البترول الموجود في سيناء إن إحنا مش حنقدر نشتري قمح وإن إحنا هنجوع. لكن إحنا الحقيقة من داخلنا نتيجة لخوفنا من إن هذا يمكن كنا حريصين بكل إمكانياتنا على أن يكون عندنا قمح لأطول مدة ممكنة، كنا حاسين إن أعدائنا بيحاولوا يخلونا نستسلم للجوع وعلى هذا الأساس عندنا قمح لمدة طويلة جت اتفاقية الدعم اللي تمت في الخرطوم وأدت نتيجة إيجابية.

النقطة السادسة: دعم طاقة الإنتاج طبعاً فيه جهد إنتاجي بذل تحت ظروف المعركة، الصناعة قامت بدور كبير اللي حطناه في الصناعة وجدناه في الصناعة، اللي 800 مصنع اللي اتعملوا يمكن فيه بعضهم مبيشتغلش النهاردة شغل كامل، ولكن بيدينا إنتاج النهاردة يساعدنا على إن إحنا منستوردش من الخارج.. بغير كل ما وضعناه في الصناعة لا أعرف كيف كنا نتصرف، الآن عملية البترول تمشي ماشية إنتاجنا زاد برغم خسارة بترول سينا، إنتاج حقل بترول مرجان وصل إلى 100.000 برميل يومياً.. الكهرباء مشيت وعشنا حدث ضخم في الأيام الأخيرة ومنتبهناش إلى قيمته الكبرى وإلى معناه، الحدث الضخم أن السد العالي ادى كهرباء والتوربينات دارت وإن هذه الكهرباء وصلت إلى القاهرة وإلى الوجه البحري.

          الزراعة.. كلكم عارفين المحاصيل هذا العام الحمد لله كانت كويسة، المحصول التقليدي للقطن ثمانية مليون وثمانمائة ألف قنطار في المساحة المزروعة بتقل عن مساحة السنة اللي فاتت مائتين وثلاثة وثلاثين ألف فدان، فيه زيادة في محصول الفدان السنة دي حوالي نصف قنطار، وفرنا حوالي خمسة مليون جنيه ونصف من المبيدات الحشرية.

          الأرز.. فيه زيادة في المحصول، والذرة فيه زيادة في المحصول. إذن رغم الحصار الاقتصادي ربنا متخلاش عننا وساعدنا إن يكون عندنا محاصيل كويسة، واللي كانوا بيتصوروا إن الحصار الاقتصادي سوف يؤثر علينا ويدركون الآن أننا نستطيع الصمود سنيناً للحصار الاقتصادي وأننا سوف نخرج منه أقوى وأصلب.

<17>