إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال
حلوان، 3 مارس 1968
جريدة "الأهرام": في 4 مارس 1968

أيها الأخوة

          حينما علمت أن الاتحاد العام للعمال قد نظم سلسلة من الاجتماعات، فإنني عزمت بيني وبين نفسي على حضور أول هذه الاجتماعات.

          وحينما علمت بعد ذلك أنكم رأيتم أن يكون الاجتماع الأول من هذه الاجتماعات في حلوان بالذات، فلقد تحول العزم على الحضور إلى إصرار على الحضور. ولما جاءني الأخ أحمد فهيم ليدعوني إلى حضور الاجتماع، قلت له إنني كنت أنوي حضوره ولو بدون دعوة لسببين: السبب الأول العمال، والسبب الثاني حلوان.

          بالنسبة للعمال من الواضح لينا جميعاً أنهم قوة من القوتين الأساسيتين في تحالف قوى الشعب العاملة التي هي قوى الثورة. العمال والفلاحون بالذات هما القوتان الأساسيتان في التحالف الذي يضم معهما قوى المثقفين والجنود والرأسمالية الوطنية، الفلاحون والعمال كقوتين من قوى التحالف الوطني لهما وضع هام، ولا أقول أن لهما وضعاً خاصاً، ذلك قد يعطي معنى التمايز والتفرقة. الفلاحون والعمال وضعهما الهام يجئ أولاً من حجمهما الأكبر في التحالف الديمقراطي لقوى الشعب العاملة، ثم يجئ ثانياً من المصلحة المباشرة في الثورة والتطوير الشامل الذي تستهدفه الثورة.

          وفي الحقيقة أنه بدون فلاحين وبدون عمال لا تكون هناك ثورة ولا يكون هناك نظام ثوري، وإنما الثورة والنظام الثوري كل منهم يفقد مبرر وجوده. دي نظرتي للمسألة بأمانة. إنني لم أعط حياتي للحكم ولا للسلطة، وبرغم سنوات طويلة من العمل السياسي فلست أعتبر نفسي حتى الآن سياسياً محترف. وأدعو الله أن لا أكون كذلك في يوم من الأيام، وكل ما أتمناه دائماً، كل ما أتمناه دائماً من الله أن أرى طريق الواجب وأحفظ الصلة بإحساس جماهير هذا الشعب وبوجدانه بدون أي عوائق يصنعها الحكم أو السلطة، ذلك أنه بدون الصلة المستمرة بإحساس جماهير الشعب ووجدانه يصبح الحكم تحكماً. وتصبح السلطة تسلطاً، وذلك ما أدعو الله أن يقيني منه ويقي منه شعبنا في نضاله حاضراً ومستقبلاً.

          هذا بالنسبة لاجتماعكم.

<1>