إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

الخطوة الثالثة إن إحنا نعيد تنظيم جبهتنا الداخلية، وسرنا في هذا ونعيد تنظيم جبهة المقاومة العربية الرسمية والشعبية، وشاركنا بجهد في هذا السبيل وساهمنا إيجابياً في إعادة توجيه الكثير من الظروف العربية. وكان حرصنا دائماً على المبادئ وعلى المصلحة القومية، وأنا تكلمت عن مؤتمر الخرطوم قبل كده بالتفصيل.

          بعد كده خرجنا من اليمن وتركنا الثورة اليمنية قادرة على حماية نفسها والدفاع عن مبادئ الشعب اليمني وآماله في مستقبل جديد.

          وخرج الاستعمار من الجنوب العربي، وقامت دولة مستقلة في الجنوب اليمني. وبهذا ابتعدنا وفي نفس الوقت لم ننشغل عن المؤامرات التي تحاك ضد عروبة الخليج وضد استقلاله.

          ولقد أبلغنا الملك فيصل إننا نؤيد كل خطواته في الدفاع عن عروبة الخليج، عن استقلال الخليج، وسوف نعمل كل ما في وسعنا في ذلك الصدد بغير أن تلهينا المشكلة الكبرى التي نواجهها هنا عن وحدة المصير العربي وعن كل آمال الحرية والطموح القومي لأمتنا العربية. في نفس الوقت كنا نشجع كل قوى المقاومة العربية ضد الاستعمار وإسرائيل بكل الوسائل في كل الميادين وفي كل الظروف.

          هذه الخطوات الهامة إعادة بناء القوات المسلحة، توفير إمكانية الصمود الاقتصادي، تنظيم الجبهة العربية القومية. كانت هي في الواقع عملية تحضير الأرض للصمود، الصمود واستمرار المقاومة ليست عاطفة غلابة تقف، وليست هنا لنتناول به الواقع. كان لابد أن نمهد الأرض لكي تصبح أرض صلبة واسعة، حتى تصبح أرض نستطيع أن نجري عليها المعركة المزدوجة التي استهدفتها الثورة الشعبية يومي 9 و10 يونيه. عندنا معركة إزالة آثار العدوان والعمل السياسي والعسكري لتحقيق ذلك الهدف. ومعركة العمل الداخلي الذي يجدد شباب الثورة ويعطيها الإمكانيات غير المحدودة للنمو والانطلاق. لابد من أرض لهذه المعركة المزدوجة. لابد من أرض صلبة وواسعة. بدون هذه الأرض يكون عملنا كله معلق في الهواء.

          خلال ذلك كله كانت هناك معارك فرعية. ومع إنها فرعية فإنها كانت تستطيع التأثير على سير النضال وتعطيل عملية تمهيد الأرض وتحضيرها للمعركة المزدوجة مع العدو على خط النار ومن أجل التغيير لتجديد شباب الثورة واستمرارها. واتكلمنا في هذه الأمور اللي كنا عارفينها وأول هذه المعارك هي معركة مراكز القوى القديمة، وأنا أعلنت قدامكم إني أنا لن أقبل أنصاف الحلول ولكن حتى ذلك أيضاً لم يكن معناه العنف غير الضروري وغير اللازم، خصوصاً في مثل ظروفنا، وقلت لكم إن مراكز القوى القديمة بتتمثل في طبقة من العسكريين السياسيين، بعضهم أدى دوره في الثورة، ولكن الثورة تجاوزت قدرتهم وتجاوزت مصالحهم وتجاوزت استعدادهم للتطور، كانوا يريدون السلطة، وقلت لكم إن أنا كنت شايف من وقت طويل بعض مظاهر

<16>