(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع مشترك للقوات المصرية والفلسطينية والجزائرية

          إحنا رفضنا أن تكون الهزيمة العسكرية في يونيه هي نهاية المطاف. وأظن أنتم بذلتم من الجهد والتعب في المرحلة الماضية الكثير من أجل بناء القوات المسلحة. وكلنا عارفين إحنا يوم 8 يونيه كان وضعنا إيه.. ويوم 9 يونيه كان وضعنا إيه، ويوم 10 يونيه كان وضعنا إيه. وأنا عارف وانتم كمان عارفين أكثر مني إحنا النهاردة أصبحنا إيه والحمد لله.

          بعد كده المرحلة الثانية هي تحقيق الحرية لأمتنا. الحرية للأرض العربية وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي المدعم بمساندة من الولايات المتحدة الأمريكية.

          والولايات المتحدة ساندت إسرائيل.. ماجبتش طيارات أمريكية هنا على أرضنا يعني.. لكن أعطوهم أسلحة وأعطوهم فلوس قبل العدوان، أعطوهم كل شئ.. وبعد العدوان أيضاً أعطوهم أسلحة وأدوهم طيارات.. الأمر الذي يدل على أنهم موافقين على العدوان.. ساعدوهم في الأمم المتحدة بكل الوسائل.

          كانت أمريكا في الأمم المتحدة.. تتخذ موقف مضاد للأمة العربية كلها، يسير متمشياً مع مصالح إسرائيل وأهداف إسرائيل.

          وعملت الولايات المتحدة المستحيل، حتى تمنع صدور قرار من الأمم المتحدة بالنص على انسحاب إسرائيل وراء خطوط 5 يونيه.

          فعلينا في المرحلة الثانية إننا نحرر أرضنا.. هم اعتقدوا إننا بعد المعركة العسكرية قد نستسلم.. ولكن رغم الخسائر التي منينا بها عسكرياً فلم نستسلم.

          ثم اعتقدوا أننا بعد هذا سنستسلم نتيجة للضغط الاقتصادي ونتيجة لقفل قناة السويس، ولكن الحمد لله نحن لم نستسلم.. بل إن وضعنا الاقتصادي أحسن مما كنا نتصور..

          طبعاً مؤتمر الخرطوم ليه فايدة كبيرة في هذه الناحية.. ففي مؤتمر الخرطوم تقرر أن ندعم مادياً بـ95 مليون جنيه إسترليني علشان نتمكن من تعويض جزء من خسائرنا التي تسبب فيها العدوان والاحتلال. لكن نحن علينا تبعات أخرى.. علينا تبعات بناء القوات المسلحة.. ميزانيتكم السنة دي أكثر من ميزانيتكم السنة اللي فاتت. طلباتكم من العملة الصعبة السنة دي أكثر.

          ولكن واجبنا أن نوفر لكم كل شئ حتى تحققوا ما تنتظره منكم الأمة العربية والشعب العربي.

          ومن ناحية ثانية.. الكلام على الحل السياسي.. والكلام عن محادثات يارنج.. والكلام عن قرارات الأمم المتحدة.. والكلام عن قرارات مجلس الأمن.

<2>