إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع مشترك للقوات المصرية والفلسطينية والجزائرية

          صدرت قرارات من مجلس الأمن سنة 48 ولم تنفذ، وصدرت قرارات في سنة 49 ولم تنفذ. وصدر القرار البريطاني اللي إحنا اعتبرناه غير كافي. ولكن قبلنا أن نتحدث في تنفيذه مع ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة.. أما إسرائيل فإنها لم تقبل القرار وتنفيذه حتى الآن..

          ولا يوجد أي تقدم رغم مرور هذه المدة من 22 نوفمبر لغاية النهاردة.. المبعوث الدولي عمال يلف من مكان إلى مكان ولكن مفيش أي تقدم.. ومفيش ما يدعوني لأن أخبركم إني أنا متفائل بهذا الحل السياسي.

          أرضنا المحتلة مش حقنا بس إننا نستردها، ولكن ده واجب علينا وفرض مقدس إننا نستردها. من أجل هذا ينظر إليكم الشعب وبيحملكم هذه المسئولية.. وعلشان نسترد هذه الأرض علينا إحنا إننا نوفر لكم جميع المعدات.. الاتحاد السوفيتي تعاون معانا تعاون عظيم، واجبنا إحنا إننا نوفر لكم كل طلباتكم.. ولو وفرنا من أكلنا، واجبنا أن نوفر لكم هذا.

          إحنا بالنسبة للعملة الصعبة المطلوبة للقوات المسلحة بنعطيها الأسبقية الأولى زي ما بنعطي الأسبقية في شراء القمح، تمام طبعاً لأن هناك ضيق نفسي وبيمزق قلوب العرب كلهم نتيجة لاحتلال إسرائيل لأراضينا. ومهما يكن من شئ فما فات قد فات ولن نستطيع أن نغير ما فات، ولكن في ايدنا للمستقبل إننا نفعل ونغير كما نشاء، إذا صممنا وإذا كان عندنا الإيمان، وإذا أقمنا فعلاً جيشاً جديداً مبنياً على تقاليد وعلى أساس، وإذا أقمنا عملنا العسكري على أساس العلاقات القوية بين القائد وجنوده، بين الضابط والعساكر بتوعه. بحيث يشعر العسكري إن مفيش فرق بينه وبين الضابط، وبحيث يشعر العسكري إنه بيدافع عن قضيته وهو مؤمن بيها وبيدافع عن بلده، وبيدافع عن وطنه، وبيدافع عن المكاسب الاشتراكية التي تحققت للإنسان المصري وليه طبعاً، سواء كان فلاح أو عامل أو مثقف أو متخرج من الجامعة أو متخرج من المدارس الثانوية. البلد زمان كانت ملك حفنة قليلة، أما البلد اليوم فهي ملك لكل أبناءها وكل واحد يشعر أن هناك تكافؤ في الفرص وانه واخد فرصته زي التاني. لازم العسكري يفهم هذا ولا يشعر أن الضابط من طبقة وهو من طبقة. ولازم العسكري يفهم أيضاً في الناحية المعنوية أبعاد قضية بلاده وأبعاد المعركة.

          بهذا الإيمان وبفهم القضية ثم بالتدريب والتدريب الشاق المتعب، وإحنا نستحق إننا نتعب ونبذل الجهد علشان نخلص بلادنا من هذا العبء الثقيل الموجود على صدرها وكذلك بالعلاقات القوية بين القيادات والجنود باستيعاب النواحي العلمية والتكتيكية بالمعرفة نستطيع أن نمسك بمفاتيح النصر. ولابد أن نتعب ونبذل ونشتغل ليل ونهار، وانتم لازم تتعبوا وتضحوا وتشتغلوا ليل ونهار علشان عاوزين نخلص من هذا الكابوس الواقع على صدورنا وصدور الشعب العربي كله في أسرع وقت ممكن.. ولكن لن نأخذ قرارات إلا بعد أن نتأكد من قدرتنا وقدرتنا العلمية، قدرتنا الفنية، قدرتنا القيادية، قدرتنا في التدريب، وقدرتنا على أن نهزم عدونا، نستطيع حينما نقيم جيشاً بهذه التقاليد والأسس وإذا تعبنا وبذلنا سنتمكن من أن نحول الهزيمة إلى نصر بإذن الله ونستطيع أن نعطي البلد أملها لأن هذا هو واجبنا، واجب القوات المسلحة، واجبها أنها تضحي وتموت في

<3>