(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع مشترك للقوات المصرية والفلسطينية والجزائرية

سبيل حرية أوطانها، ولتحقيق هذه الحرية لأوطانها. الحرية النهاردة اغتصبت نتيجة لاحتلال إسرائيل لجزء من أرضنا، وواجبنا كقوات مسلحة أن نضحي وأن نموت، وأن نكافح وأن نناضل.

         وبعدين لما أقول "واجبنا أن نموت" ماحدش حيموت ناقص عمر. أبداً. كلنا عارفين كده، والجنود من الفلاحين والعمال ومن كل الفئات عارفين كده كويس، مفيش حد في الدنيا حيموت ناقص عمر، ولا دخل في أصعب المواقف كل واحد يمكن يخاف، كلنا بشر وكلنا لنا العواطف، وكل واحد بيقابل موقف يمكن يخاف فيه. ولكن الإيمان بالله وقوة العقيدة بتخلي الخوف دايماً حاجة وقتية ولحظية، وفيه فرق بين الخوف وبين الجبن. كل الدنيا بتخاف، أما الجبناء فهم شئ آخر، وناس معدودين.

         الأمة والشعب بيطلب منكم الكثير، ولازم إحنا نتعلم. أنا شايف هنا بعض الخبراء السوفيت، وأحب أقول أنا اللي طلبت هؤلاء الخبراء، وألحيت في طلبهم علشان نأخذ منه كل ما وصلوا إليه من أساليب علمية وأساليب تكتيكية.

         وبدي أقول حاجة ومش عيب إننا نقولها. إن عدونا كان متفوق علينا علمياً وتكتيكياً، ولن نستطيع أن نتحداه إلا إذا تفوقنا عليه علمياً وتكتيكياً، وانتم أدرى بهذه المواضيع طبعاً.

         العلم والتكتيك إيه؟ الخداع مثلاً، المفاجأة، المخابرات، الحصول على معلومات. فكل هذه الأمور جزء من العلم والتكتيك، ولغاية دلوقتي هم متفوقين علينا فيها، ولازم إحنا نتفوق إذا أردنا أن ننتصر في معركتنا القادمة.

         المعركة القادمة هي معركة فاصلة في تاريخ أمتنا العربية كلها. وليس أمامنا من مفر إلا أن نكسب وأن ننتصر بعون من الله ولن تستفزنا الأحداث.

         بالنسبة للجبهة الداخلية.. بقول لكم إن الجبهة الداخلية قوية.. قوية جداً والمظاهرات اللي حصلت من الطلبة أو من العمال في حلوان كانت مظاهرات عفوية نتيجة أحكام الطيران، وافتكروا 5 يونيه. وانتم كلكم بالطبع لكم أهالي في مصر والريف وكل حتة، وعارفين إن قلوب الشباب عندنا ممزقة. الشباب انفعل وخرج في مظاهرات.

         أما أعداء الثورة، فأعداء الثورة موجودين من أول يوم في الثورة. إذا وجدت ثورة فلابد أن توجد ثورة مضادة، ولابد أن يوجد أعداء للثورة أعداء الثورة هؤلاء قلة. وإحنا قادرين على القضاء عليهم وسحقهم سحقاً كاملاً ودول لا يمثلوا خطر.

         طبعاً قد يحاولوا في هذا الوقت أن يستثيروا العواطف، يستثيروا الشباب ويستثيروا الناس، وأيضاً الاستعمار اللي فشل في أن يقضي على إرادتنا سواء عسكرياً أو اقتصادياً قد يحاول عن طريق الحرب النفسية

<4>