إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة استقباله لوفد اتحاد الصيادلة العرب

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
لدى استقباله لوفد اتحاد الصيادلة العرب
القاهرة، 9 أبريل 1968
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 10 أبريل 1968

أيها الأخوة المواطنون

         هذه فرصة سعيدة للالتقاء بكم، ونحن نعتبر أن هذه اللقاءات العربية التي تجمع أبناء الأمة العربية من جميع الأقطار هي تدعيم للوحدة العربية وتدعيم للقوة العربية. وأرجو أن أرى في المؤتمر القادم عدداً أكبر وتمثيلاً شاملاً لجميع الدول العربية.

         نحن اليوم نمر بفترة حاسمة في تاريخ الأمة العربية وليس أمامنا سوى الصمود .. والصمود هو الطريق الوحيد إلى النصر بعون الله . ذلك واجب علينا جميعا وعلى أبناء الأمة العربية لأن المعركة هي معركة مصير الأمة العربية. علينا أن نصمد في وجه إسرائيل ونصمد في وجه الاستعمار ولا نجعل للاستسلام طريقا إلى نفوسنا. ثم علينا أن نوحد صفوف الأمة العربية لنواجه الاستعمار وإسرائيل، أمة عربية موحدة تحشد لمعركة مصيرها جميع الإمكانيات العسكرية.

         وهذا ليس بالعمل السهل إنما هو يتطلب حشد جميع طاقات الأمة العربية كلها من أجل المعركة، وعلينا ألا ندع أي صوت يعلو على صوت المعركة. لقد حاول الاستعمار وحاولت إسرائيل القضاء على قدرة الصمود وقدرة المقاومة للأمة العربية، ولكن فشلت إسرائيل وفشل الاستعمار في وجه مقاومتنا وبسبب صمودنا. وسوف نعمل بكل طاقاتنا على طريق النصر.

         لقد خسرنا معركة عسكرية، ولكننا لم نخسر الحرب. لم نخسر كرامتنا، ولم نخسر روح الصمود لدى الأمة العربية. ولم نوقع وثيقة استسلام لإسرائيل.

         وكنا قد اجتمعنا في الخرطوم وقررنا أن لا نتفاوض مع إسرائيل.. ذلك الأساس الذي أجمع عليه العرب قد رسم الطريق الصحيح لعدم الاستسلام. فالمفاوضة مع إسرائيل تعني الاستسلام. ومن هذا المنطلق سرنا في طريق الصمود وسرنا في طريق المقاومة، والآن نحن نعمل من أجل تجمع الأمة العربية حتى تكون لها خطة سياسية موحدة وخطة عسكرية موحدة، حتى ننتقل من مرحلة الصمود والمقاومة إلى مرحلة تحقيق النصر بعون من الله.. وفق الله الأمة العربية ومنحها النصر..


<1>