خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في ذكرى الخامس من يونيه

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في ذكرى الخامس من يونيه
القاهرة، 5 يونيه 1968

جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 6 يونيه 1968

أيها الأخوة المواطنون

لقد كان حرصي شديداً على أن ألتقي بكم اليوم في ذكرى مرور عام على تجربة عشناها.. وعاشتها أمتنا العربية كلها. بالمرارة والألم العظيم.

ومهما كان ما نشعر به جميعاً في هذا اليوم.. فلقد أحسست بحاجتي إلى لقاء معكم.. أفضي إليكم فيه ببعض خواطري.. وأستمد منكم.. على المسئولية الكبيرة.. عوناً وسنداً، ثم تكون الذكرى عهداً جديداً نؤكد به- فوق الأحزان كلها، وفوق الصعاب - إيماننا وتصميمنا على استعادة الحق كاملاً.. وعلى السير في طريقه إلى النهاية.

لقد مر عام..

وأصارحكم - أيها الأخوة - إنني لم أكن أتصور إنه سوف يكون بمقدورنا نفسياً أن نعيش أياماً مع العذاب الذي خلفته لنا النكسة ومع آثارها.

ولقد كنت أتصور أن أجيال أمتنا المعاصرة كلها لا تستطيع إنسانياً أن تنتظر.. وإن الاندفاع إلى أي شئ مهما تكن عواقبه أهون لديها من أي احتمال آخر.

لكن هذه الأمة العظيمة بقدرتها على الارتفاع فوق المحن.. علمتنا جميعاً درساً في شجاعة الصبر وفي ثورية الصبر.

وبالنسبة لي فإن معنى الدرس كان واضحاً.. ليس المهم هو حساب الأيام، ولكن الأهم هو حساب النصر.

على أن الشرط الذي أراه ضرورياً لكرامة هذا الدرس ولتكريمه، هو أن لا تكون الأيام ضائعة.. وأن لا تتسرب ساعتها من أيدينا فراغاً.

وأعتقد - أيها الأخوة - أن هذا الشرط مكفول، وأن عملنا محفوظ به ومُصَانْ.

<1>