إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في ذكرى الخامس من يونيه

رابعاً: إن الرأي العام العالمي، والقوى الضخمة الفعالة فيه.. يرى من حقائق الصراع العربي الإسرائيلي، ومن أبعاده.. أكثر مما كان متاحاً له رؤيته في أي يوم من الأيام.

          وليس معنى هذا - أيها الأخوة - أن ذلك كله بلغ غايته التي نرجوها والتي نقدرها كافية لتحقيق النصر. ولكن ذلك كله وصل أخيراً على الباب الصحيح لطريق النصر. وهو يتصاعد بفاعليته ويتقدم ليصل إلى الدرجة التي نتطلع إليها ونأمل في بلوغها.

          ما أريد أن أقوله هو إننا في عملنا وفي ظروفنا - وبرغم مشاق ومصاعب لا سبيل إلى إنكارها- خير مما كنا.

          وفي مقابل ذلك، فإن العدو قد بدأ يفقد..

          بدأ يفقد بأوهام قدرته على تحدي موازين الطبيعة نفسها.. وهي لا تسمح له مادياً وعلمياً بفرض إرادته على الأمة العربية.

          وبدأ يفقد بنشوة القوة تهيئ له أن لغة التهديد والوعيد التي تجري اليوم في تصريحات قادته السياسيين والعسكريين تستطيع بث الخوف في قلب الأمة العربية.

          وبدأ يفقد بالصلافة والحماقة.. وقد بلغ بهما درجة الاستهانة الكاملة بالرأي العام العالمي والقوى الكبرى الفعالة فيه.. وقد تجلى ذلك أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، وبالذات في موضوع القدس.

أيها الأخوة المواطنون

          إن الآلام العظيمة تبني الأمم إذا وعت وتعلمت.

          إن نار المحنة لا تحرقها، وإنما تساعد على نضوجها.

          والصدمة لا تحطمها ولكن تكسر أغلالها وتحررها.

          ومن وسط الظلام الكثيف ينبثق شعاع الأمل.

أيها الأخوة المواطنون

          فلنفتح صدورنا اليوم لشعاع الأمل، ولتكن ثقتنا بالنفس غير مترددة. فإن الثقة بالنفس على الحق هي الثقة بالله صاحب كل حق وناصره.

<3>