إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

          ولقد حرصت على حضور معظم اجتماعاتها قاصداً بذلك أن نصل جميعاً إلى تلخيص صحيح، وصريح للموقف الذي نواجهه، ثم إلى تحديد دقيق وكامل لمتطلبات هذا الموقف ومقتضياته حتى تتمكن هذه الوزارة - التي نعلق عليها أكبر الآمال ونكل إليها أصعب المهام - من أن تعد برنامج عملها قبل افتتاح دورة مجلسكم الموقر ولتكون في الموقف الذي تجئ فيه إليكم طالبة منكم - باعتباركم طليعة لتحالف قوى الشعب العاملة - أن تقفوا بجانبها وأن تتقدموا معها إلى المواقع الجديدة للعمل الوطني ولكي يستطيع هذا العمل أن يواجه ضرورات الموقف وما يحيط بها من الظروف ثم ينطلق مواصلاً سيره إلى الآفاق الرحبة لأماني جماهير شعبنا المناضلة.

          وخلال اجتماعات طويلة عقدناها وتدارسنا فيها موقفنا بكل ما يحيط به من الظروف. فلقد كان اجتماعنا يصل إلى نتيجة بسيطة ولكنها وافية تقول بأنه من المحتم أن يكون تركيزنا على إطلاق مقدرة الإنتاج إلى غير ما حد وفي نفس الوقت على ضبط الاستهلاك إلى حد معقول. والحد المعقول أن يبقى دائماً في حدود الإنتاج على الأكثر. فلسنا نستطيع أن نستهلك أكثر مما ننتجه، فضلاً عما يتحتم علينا أن ندخره لإعادة توجيهه إلى الاستثمار.

          هذه هي النتيجة البسيطة والوافية. وفي الحقيقة فإن إطلاق مقدرة الإنتاج إلى غير ما حد، هو المفتاح الأصيل، وهو الحل النهائي.

لا نستطيع زيادة أو استكمال من غير زيادة في الإنتاج.

          ولقد كانت لي الفرصة في الاجتماع الأول الذي عقدته الوزارة الجديدة أن أشرح تصوري لعمل المرحلة التي نقف أمامها محاولاً من خلال ذلك تقدير الخطى المتعاقبة على الطريق.

          وكان تصوري على النحو التالي:

أولاً: أنه من أهم ما يجب أن نوليه اهتمامنا هو أن نصل بكل المشروعات التي بنيناها إلى كامل طاقتها الإنتاجية، ولقد صرفنا مئات الملايين من الجنيهات - على سبيل المثال - من أجل بناء السد العالي، ولم نأخذ حتى الآن شيئاً منه فيما عدا تحويل الجزء الأكبر من أراضي الحياض إلى الري الدائم ومواجهة أخطار الفيضانات العالية والمنخفضة على السواء- ولابد أن نحكم الاستفادة من كل قطرة ماء ومن كل كيلو وات من الكهرباء.

          ومما يلفت النظر أننا وجهنا إلى استصلاح الأراضي الجديدة جهداً أكبر مما وجهناه إلى استزراع هذه الأرض، ولدينا الآن 743 ألف فدان كاملة الاستصلاح - سواء على موارد مياه السد العالي أو غيره - ولكن

<7>