إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

الأسلوب هادياً لعملنا وأن نملك دائماً شجاعة المناقشة المفتوحة، وأن يكون احتكامنا في كل ما يعترض طريقنا احتكاماً إلى الشعب وعودة حميدة إليه، مهما تَقَوَل الأعداء ومهما كذبوا ومهما حاولوا من وسائل الحرب النفسية ضدنا وضد الجبهة الداخلية الشعبية لشعبنا.

          وهنا نقطة لابد أن نعيها جيداً وأن نقدرها حق قدرها، وهي نقطة الجبهة الداخلية.

          إن تجربة النكسة من أولها إلى آخرها أظهرت حقيقة راسخة ليست موضع شك وهي أن الجبهة الداخلية هي أساس الصمود.

          في يونيه من العام الماضي واجهت قواتنا العسكرية، جبهتنا العسكرية محنة خطيرة، وهزمنا في معركة عسكرية. وزي ما قلنا إحنا مش أول بلد هزم في معركة عسكرية، كل البلاد هزمت في معارك عسكرية وانتصرت في معارك عسكرية، ولكن كان الانتصار دائماً نتيجة للصمود والتصميم والعزيمة.

          في يونيه من العام الماضي واجهت جبهتنا العسكرية محنة خطيرة، كلنا نعرف ظروفها، وكلنا نعرف نتائجها، ولكن الجبهة الداخلية، الشعب، جماهير الشعب أثبتت بقوتها ومناعتها أنها أكبر من الهزيمة العسكرية، إنها أكبر من المحنة العسكرية، وهكذا هبت جموع الشعب وصمدت ورفضت الهزيمة وقدمت جموع الشعب بهذا كله أساساً متيناً لإعادة البناء تتجدد معه احتمالات النصر وإمكانياته.

أيها الأخوة

          إن صلابة الجبهة الداخلية وصمودها وتصميمها كان له معنى كبير. هذا المعنى هو أن العدو لم يستطع تحقيق الهدف الذي أراده من العدوان. لم يكن هدف العدو هو تحقيق نصر عسكري، ولم يكن هدف العدو مجرد تحطيم قواتنا العسكرية، ولكن كلنا نعلم أن هدف العدو كان فرض الاستسلام السياسي.

          وبدون الاستسلام السياسي، بدون أن نستسلم سياسياً وبالذات إحنا هنا في مصر في الجمهورية العربية المتحدة، لا يصبح للنصر العسكري الذي حققه العدو أية قيمة تذكر.

          معروف أن العدو له استراتيجية معينة قديمة معلنة، وهي إيجاد التسوية بالقوة أو فرض التسوية بالقوة أو بالحرب، ينتصر ثم يفرض إرادته.

          ماذا حصل؟ بالقوة وبالحرب بقوته ومساعدة القوى اللي وراه استطاع أن ينتصر، ولكنه لم يستطع أن يفرض علينا شروطه.

          خسرنا المعركة العسكرية، ولكنا صمدنا، صمد الشعب وصمدت جماهير الشعب. ولأن صلابة الجبهة الداخلية وصمودها وتصميمها يجعل الاستسلام السياسي الذي هو هدف المعركة العسكرية كلها أمراً غير وارد

<3>