إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

          بالنسبة للمعركة، وبالنسبة لخدمة المعركة، جندنا كل طاقاتنا للعمل السياسي، سواء في المحيط العربي أو في المحيط الدولي.

          وأنا بدي أقول إن إحنا يجب علينا أن نعمل سياسياً في المحيط الدولي وفي المحيط العربي بكل وسيلة من الوسائل حتى لا نعزل أنفسنا عن الرأي العام العالمي، وحتى نستطيع أن نبين للرأي العالمي ما هو هدف إسرائيل. هدف إسرائيل هو التوسع، وإسرائيل حاولت أن تخدع الرأي العام العالمي ونجحت في خداع الرأي العام العالمي، ولكن تحركنا السياسي دولياً وفي الأمم المتحدة استطاع أن يكشف هدف إسرائيل واستطاع أن يكشف إسرائيل إلى حد كبير أو إلى حد ما أنها تريد التوسع.

          بعدين وجهنا الجهد الأكبر من اهتمامنا للمواجهة المسلحة للقوات المسلحة حتى يمكن أن نعمل ضد العدو. وكان هذا عن طريقين، العمل بجهود خارقة وجهود مضنية للإسراع في إعادة البناء العسكري. ولقد اختبرت كفاءة هذا البناء الجديد اختباراً حياً بالنيران وأثبت الاختبار مقدرته كماً وكيفاً. وعندنا مثال حي لذلك وهو معارك المدافع عبر القناة، ثم معارك الطائرات فوق القناة، وفي هذه المعارك كلها أثبتت قواتنا النامية من جديد فعاليتها وتأثيرها، الأمر الذي يستحق منا أكبر التقدير للجنود الأبطال الذين استطاعوا في أقصر وقت أن يقوموا بأعظم جهد، وأنا رحت زرت هؤلاء الأبناء في خط النار وشفتهم وشفت الحال اللي وصلوا إليه في الـ14 شهر اللي فاتت، وشفت الضباط والعساكر وهمه قاعدين هناك في الجبل، في الصحراء على حافة القناة وعلى ضفة القناة شهور. وشفت شفتهم وشفت حماستهم واستعدادهم للمعركة. وطبعاً زي ما قلت إحنا قدامنا مراحل: المرحلة الأولى هي مرحلة الصمود، والمرحلة الثانية هي مرحلة الردع والمرحلة الثالثة هي مرحلة التحرير. وقلت إن العملية مش عملية سهلة لأن إحنا بنعيد بناء قواتنا المسلحة جميعها من الأول. وكانت أصعب هذه المراحل هي مرحلة الصمود، وقد اجتزنا هذه المرحلة بحمد الله، وانتقلنا إلى المرحلة الأخرى وهي مرحلة الردع. ونحن نسير في هذه المرحلة بتدعيم قواتنا المسلحة بكل الإمكانيات وبكل الوسائل، حتى يمكن أن ننتقل إلى المرحلة الثالثة، وهي مرحلة تحرير الأرض العربية التي احتلتها إسرائيل. ده بيعوز مننا الحقيقة، جهد ووقت وعمل مضني ويحتاج مننا أيضاً إن إحنا لا نتحرك إلا ونحن على ثقة كاملة في إمكانية النجاح في هذه المعركة. لهذا على أبنائنا في القوات المسلحة مسئوليات كبيرة، سواء بالنسبة للدفاع أو بالنسبة للتدريب. ده الحقيقة الميدان الأول اللي مشينا فيه، ميدان بناء قواتنا المسلحة والطريق الثاني اللي مشينا فيه طريق دعم العمل الفدائي وما نقوم به في هذا الصدد يعرفه الجميع، والعدو يعرف أيضاً ما نقوم به في هذا السبيل، ويعرف أيضاً بعد ذلك أن الجبهة المصرية بالتحديد هي جبهة الخطر ضده.

          أعدائنا أما بيتكلموا، أما بيتكلم رئيس وزراء إسرائيل، أما بيتكلم وزير الدفاع في إسرائيل، أما بيتكلم وزير الخارجية في إسرائيل. كل الكلام بيكون موجه لمصر، كل التهديد موجه لنا، وأيضاً بيقولوا إن الخطر اللي حاييجي علينا، حاييجي من الجمهورية العربية المتحدة من مصر. إذن العدو يعلم بالتحديد أن جبهة الخطر ضده هي الجبهة المصرية.

<7>