إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          وما دمت أتحدث عن قوى النضال العربي.. فلا بد لي أن أقف بكم- أيها الأخوة- أمام العمل الرائع الذي تقوم به قوات المقاومة الفلسطينية..

          إن نمو منظمات المقاومة الفلسطينية وتعاظم دورها وتصاعد عملياتها تبعاً لذلك.. من أبرز ظواهر مرحلة ما بعد يونيه 1967..

          إن هذه المنظمات رفعت شعلة الضياء في وقت حافل بعوامل اليأس والظلام.. ولقد أبرزت حقيقة وجود الكيان الفلسطيني في ظرف كان العدو يتصور فيه أنه قضى على كل ذكر لفلسطين.. كما أن هذه المنظمات تقوم بدور إيجابي في استنزاف جزء من طاقة العدو ودمه.

          وأود- أيها الأخوة- باسمكم أن أوجه تحية الإعجاب والتقدير من هنا إلى منظمات المقاومة الأربع الكبيرة "فتح" و"الجبهة الشعبية" و"منظمة التحرير" و"منظمة سيناء العربية"..

          وإذا كان من آمال الأمة العربية أن تلتقي منظمات المقاومة في إطار واحد.. فإنه من المحتم أن يكون واضحاً أن أي تحرك نحو هذا الهدف يجب أن يتم من خلال العمل السياسي الفلسطيني وبتوجيه الشعب الفلسطيني نفسه..

          إن الإرادة الفلسطينية يجب أن تترك بغير اعتراض.. ويجب أن تكون لها الفرصة كاملة لتحقيق آمالها.. ولا ينبغي أن تكون هناك وصاية على تصرفاتها..

          ولقد اتخذت الجمهورية العربية المتحدة خطاً ثابتاً في هذه المسألة منذ بدأ الدور البطولي لمنظمات المقاومة الفلسطينية.. ومن هذا الخط فإن الجمهورية العربية المتحدة تضع تحت تصرف هذه المنظمات كل إمكانياتها بغير قيد أو شرط..

          ومن هذا الخط الثابت.. فإن الجمهورية العربية المتحدة قدرت موقف منظمات المقاومة الفلسطينية في رفضها لقرار مجلس الأمن الصادر بتاريخ 22 نوفمبر 1967 الذي قبلت به الجمهورية العربية المتحدة نفسها..

          ولقد كان من حق منظمات المقاومة الفلسطينية أن ترفض هذا القرار.

          إن هذا القرار قد يكون كافياً لمواجهة إزالة آثار العدوان الذي تم في يونيه سنة 1967.. لكن هذا القرار ليس كافياً بالنسبة للمصير الفلسطيني.

          ونحن نرفض كل تفسير لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بحصرها في إطار الإحسان والشعور الإنساني..

<7>