خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح الدورة الثانية للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي
القاهرة، 27 مارس 1969
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 28 مارس 1969

بسم الله الرحمن الرحيم

نفتتح المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

أيها الأخوة

         قبل أن نبدأ هذه الجلسة فإني أرجوكم أن تقفوا معي دقيقة في ذكرى الفريق أول عبدالمنعم رياض، ذلك الجندي الشجاع الذي أعطى حياته في ميدان القتال، وضرب مثلاً أعلى لشرف العسكرية المصرية. وفي ذكرى كل الشهداء من أبطالنا في الجبهة المصرية، وفي ذكرى شهداء المقاومة الفلسطينية، وشهداء الجماهير الفلسطينية المناضلة على أرضها بالثقة والإيمان.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

         يعود مؤتمركم الآن إلى دورته الثانية تطبيقاً لما نص عليه بيان 30 مارس بأن يظل المؤتمر القومي المنتخب للاتحاد الاشتراكي العربي قائماً إلى ما بعد إزالة آثار العدوان ويعقد دورة عامة بكامل هيئته في كل ثلاثة شهور لكي يتابع مراحل النضال ويوجهها ويصدر في شأنها ما يراه. ومع أن جدول أعمال هذه الدورة من دورات المؤتمر حافل بالعديد من المسائل. فإن المسألة الأولى بحكم بيان 30 مارس والمسألة الأولى بحكم اهتمام الجماهير التي تلح عليها قضية واحدة ليس هناك شاغل قبلها، هي قضية النضال الشامل لشعبنا وأمتنا من أجل استعادة الحقوق وتثبيتها، ومن أجل تحرير الأرض وتكريمها. ليس هناك شاغل يسبق هذه القضية بحكم بيان 30 مارس، وليس هناك شاغل يسبق هذه القضية بحكم اهتمام جماهيرنا، وليس هناك شاغل يسبق هذه القضية أيضاً بحكم المرحلة التي تتحرك فيها الآن، وفي أجوائها مسألة المسائل في النضال العربي الشامل وموضع التركيز فيه ومدار كل التضحيات وكل الآمال التي نقدمها أو ننتظرها.

         إن هذه الدورة من أعمال المؤتمر القومي تبدأ أيها الأخوة بينما هناك مرحلة شديدة الأهمية، شديدة الخطر في الوقت نفسه تحيط بنضالنا. وتظهر هذه المرحلة بصفة خاصة في الجانبين العسكري والسياسي من أزمة الشرق الأوسط.

         في الجانب العسكري تظهر هذه المرحلة في التصاعد المستمر للعمليات العسكرية على خطوط الجبهة المصرية وتصاعد عمليات منظمات المقاومة الفلسطينية وتصاعد موقف الصمود الشعبي الفلسطيني الذي

<1>