إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          ومع إيماننا المطلق بمبدأ أعلناه ولم نشعر بالملل من تكراره، ما أعلناه وهو أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فإننا قدمنا كل ما يسعنا في إطار ما نؤمن به من مبادئ للسفير جونار يارنج مبعوث السكرتير العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط لتنفيذ قرار مجلس الأمن.

ثانياً: ولقد كنا ندرك منذ البداية أن أي أمل في مهمة السفير جونار يارنج يعيد التحقيق، وذلك لأن إسرائيل لا تريد قرار مجلس الأمن، لأن هذا القرار ينص على أمرين لهما كل الأهمية:

الأول: ضرورة الانسحاب من الأراضي العربية التي جرى احتلالها بعد يونيه.

الثاني: أنه لا يمكن ضم أراضي بالقوة عن طريق العدوان.

          وإسرائيل تريد التوسع وتسعى وراء الأرض. ولقد قدمنا للعالم الدولي كله من تصريحات قادتها والمسئولين فيها ما يكفي لإدانتهم بأقوالهم وعلى كشف النوايا والمخططات.

الأمر الثالث، ثالثاً: أن المشكلة بدأت تعود في أواخر العام الماضي إلى مجلس الأمن مرة أخرى بطريق غير مباشر.

          بدا في ذلك الوقت أن السفير جونار يارنج غير قادر على المضي في مهمته، وأن الجهة التي أصدرت القرار لابد لها أن تجد رأياً آخر فيه قبل أن يفوت الأوان.

رابعاً: منذ ذلك الوقت برزت ثلاث محاولات جديدة:

المحاولة الأولى: جدول زمني لتنفيذ القرار تقدم به الاتحاد السوفيتي.

المحاولة الثانية: مجموعة أفكار تساعد على تنفيذ القرار تقدمت بها فرنسا لكي تبحث في اجتماع رباعي اقترحته يضم الدول الأربع الكبرى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بوصفهم القوى المؤثرة فيه.

ثم أخيراً: قبل أيام قدمت ورقة عمل أمريكية.

خامساً: ولست أريد أن أبدي رأياً يقال بعده أننا نضع العراقيل أمام اجتماع الدول الأربع الكبرى، ولكن لا أستطيع أن أخفي عليكم أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسئولية كبرى في الطريق الخطر الذي تتحرك نحوه الآن أمام أزمة الشرق الأوسط.

          ومنذ بداية الأزمة كان موقف الولايات المتحدة الأمريكية هو ذاته موقف إسرائيل على طول الخط وبغير تحفظات، رغم صداقات تدعيها مع العالم العربي هي موضع شك كبير ورغم مصالح هائلة ليس فيها شك تملكها في العالم العربي.

<17>