إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          وإذا ما انتقلنا أيها الأخوة إلى بعض التفاصيل في الناحية العسكرية، فإن الموقف المتفجر الآن على خط وقف إطلاق النار لم يكن ممكناً تجنبه، فهو نتيجة طبيعية للمتناقضات التي أحاطت بكل محاولات أزمة الشرق الأوسط، ونتيجة طبيعية لحركة هذه المتناقضات، وهي حركة متصادمة وكان حتماً أن يكون ذلك حالها، ما السبب؟ لماذا؟ في ناحية قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، ولكن هذا القرار لا ينص في نفس الوقت ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة على ضرورة عودة القوات المتحاربة إلى خطوط ما قبل بدء القتال. معنى ذلك أن هذا القرار يقف على قدم واحدة على أرض خطرة قابلة للاشتعال في أي وقت. إن قوات العدوان الإسرائيلي تركت بفعل الضغط الأمريكي المخيف على الأمم المتحدة، وهي على مواقع لا يمكن تركها عليها طويلاً، هذه المواقع ليست حدوداً دولية، بل انتهاك للحدود الدولية لثلاث من الدول العربية الأعضاء في الأمم المتحدة. وليست خطوط هدنة كتلك التي استطعنا الوقوف عليها ثمانية عشر عاماً من سنة 1949 إلى سنة 1967. وإنما هي خط وقف قتال، قد تكون هناك معركة انتهت عنده، ولكن الحرب بالتأكيد لم تنته عنده وليس ذلك مجرد تفسير من جانبنا وإنما هو مفهوم منطوق الوصف القانوني والدولي والفعلي لهذه الخطوط وكونها خطوط وقف إطلاق النار.

          ومن 0ناحية ثانية في سلسلة المتناقضات وحركتها المتصادمة حتى أن العدو الإسرائيلي يحاول التمسك بهذه الخطوط ويحاول تجميدها ويحاول أن يحقق توسعات جديدة في الأرض وراءها وهي مخططه الشهير من النيل إلى الفرات.

          وفي هذا أمامنا تصريحات قادة إسرائيل، قادة إسرائيل السياسيين وقادة إسرائيل العسكريين على مدى هذه الشهور الطويلة منذ العدوان حتى الآن، هذه التصريحات كلها تدل على نية إسرائيل في التوسع وعلى نية إسرائيل في اكتساب الأرض، هذه التصريحات التي يحاولون بها أن يضفوا الصفة القانونية بأن يقولوا الاتفاق على حدود آمنة لن يتراجعوا أبداً إلى المواقع التي كانوا فيها يوم 4 يونيه.

          معنى هذا بكل وضوح التوسع.

          بل إن رئيس وزراء إسرائيل في حديثه لإحدى المجلات الأمريكية تكلم بصراحة عن الأطماع التوسعية. طبعاً كل هذا بسبب المتناقضات وبسبب نتيجة المتناقضات، وهي التصادم الحتمي.

          وهذا أيضاً في الوقت الذي تتأكد فيه بصورة قاطعة فعالية موقف الصمود العربي وتتأكد فيه بطريقة قاطعة الإمكانيات المتزايدة لنمو القوة العربية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وفكرياً. وطنياً وقومياً.

          ومن الواضح لكل متتبع للحوادث نحو القومية العربية في المجال السياسي، والدليل على هذا أن وزير

<3>