إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح مؤتمر ملوك ورؤساء دول خط المواجهة مع إسرائيل

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح مؤتمر ملوك ورؤساء دول خط المواجهة مع إسرائيل
القاهرة، 1 سبتمبر 1969
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 2 سبتمبر 1969

أيها الأخوة

          بالروح الصادقة التي تخلقها وتعمقها رفقة السلاح.. ووحدة الأمل.. وشركة المصير.. والإيمان الوطني والقومي أرحب بكم في هذا الاجتماع الذي أعتقد أنه سيكون بإذن الله وعونه علامة بارزة على طريق كفاحنا الحق والمشروع لتحرير وتطهير الأرض العربية من آثار غارة تعتبر من أصعب وأعنف ما واجهته أمتنا العربية في تاريخها النضالي الذي لم يهدأ الصراع يوماً على جبهاته المتعددة.. بسبب مطامع قوى السيطرة والاستعمار في أرضه وثرواته والتحكم في مقدرات شعوبه..

          وإذا كان هذا الاجتماع على هذا المستوى بين المملكة الأردنية الهاشمية، والجمهورية العراقية، والجمهورية العربية السورية، والجمهورية العربية المتحدة.. قد استحق وصف اجتماع دول المواجهة .. فإنني أريد أن أشير إلى أن هذا الاجتماع ليس معناه بالنسبة لأي منا ميزة خاصة.. وإنما معناه لكل منا مسئولية محددة.. أي أننا بهذا الاجتماع لا ندعى أن دورنا في الكفاح القومي الشامل أكبر من دور غيرنا من دول الأمة العربية العظيمة والخالدة.. وإنما ما نستشعره بالواجب وبالضرورة هو أن موقعنا على خط النار يفرض علينا واجبات لابد أن نقوم بها في التحرك الواسع الذي تقوم به- ويجب أن تقوم به- أمتنا كلها.. وبالتالي فإن هذا الاجتماع جزء من كل.. ومقدمة لها ما بعدها.. وفرض معين ضمن خطة واسعة.. لابد أن نحشد لها كل قوى أمتنا، وإمكانياتها البشرية والاقتصادية والعسكرية والفكرية.. إلى جانب الشجاعة والأصالة الإنسانية والإيمان بشرف الحياة.

          ولست أريد- أيها الأخوة- أن أطيل في هذه الكلمة.. فلنستعرض تطورات أو وقائع.. أو حوادث بعينها.. ذلك أن وجه الحق واضح في موقفنا.. كما أن أمتنا لا تحتاج فيه إلى إقناع.. بل لعل جماهير أمتنا.. بوضوح الرؤية أمامها.. وبقناعتها العميقة.. هي عنصر التوجيه الرئيسي في مواجهتنا لعدو الله وعدونا.

          ولعلني أعبر عنكم- أيها الأخوة جميعاً- حين أختتم هذه الكلمة برسالة نتوجه بها إلى جماهيرنا الصابرة الصامدة في كل مكان.. نقول فيها أننا اجتمعنا في هذه القاعة.. ونعمل في هذه القاعة بوحي من مسئوليتنا أمام جماهير أمتنا.. وأمام تاريخها.. وأمام مصيرها.. وأمام آمالها الكبرى في التقدم الحضاري الشامل.. وإن أكبر ما يساعدنا على تحمل ما لابد من أن نتحمله من مسئوليات هو ثقتنا المطلقة بحق أمتنا

<1>