( تابع )خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثانية لمجلس الأمة

          إن هذه اللجان بالعمل على أرض الواقع، وبفكر جديد، ومنطق حر وحي تستطيع أن تغني العمل السياسي وتثريه.

          وإذا نجحت فكرة لجان المواطنين من أجل المعركة، ويقيني أنها سوف تنجح، فإن هذه اللجان تستطيع أن تقوم بدور أساسي بعد المعركة، إذ تؤدي دورها في عملية الانتقال من الحرب إلى السلام، وإلى عملية إعادة البناء والتعمير التي يجب أن تجرى على أوسع نطاق بعدها.

          وأريد أن أوضح أن هذه اللجان ليست بديلاً للاتحاد الاشتراكي، ولكنها في نفس الوقت ليست امتداداً شكليا له وسوف يكون على اللجنة المركيزة للاتحاد الاشتراكي العربي أن تجد الأسلوب الصحيح الذي يحقق لهذه اللجان دورها باتصال مع الاتحاد الاشتراكي وباتساع وانفتاح أكبر ويعمل على أرض الواقع ووسط الناس في خدمة المعركة.

          إن لجان الاتحاد الاشتراكي لها عملها السياسي وفي معالجة المشاكل اليومية للجماهير، وأما لجان المواطنين من أجل المعركة فهدفها محدد وهو كل ما له علاقة بالمعركة.

          وبرغم الأرقام القياسية التي حققها الإنتاج في جميع مجالاته- وأرجو أن تسمعوا عنها من كل الوزراء المختصين- فإن هناك مجالاً للمزيد تحتاجه المعركة من الجهد الإنتاجي لكل العاملين على أرض هذا الوطن.

          كما أنه إذا قيل في تبرير الثرثرات العقيمة أنها نوع من نقد الذات المفيد. فلعلنا لا ننسى أن خطر عدونا أهم حتى من ضرورة نقد الذات على غير أساس موضوعي.

<11>