إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة الذكرى التاسعة لقيام الوحدة بين مصر وسوريا

          إن اليوم الذي نحتفل به الآن عيداً للوحدة هو يوم عظيم من أيام الانتصار العربي، تمكنت فيه أمتنا من أن تحقق تجربة وحدوية سوف تبقى أمام النضال العربي ذخيرة غنية تفيد وتعلم وتكشف حتى عن طريق أخطائها دروساً لا شك في قيمتها.

          إن تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات علمتنا الكثير، علمتنا أن الوحدة ممكنة، فلقد تحققت بالفعل في سنة 1958 وغيرت خريطة الشرق الأوسط بغير إرادة الذين تحكموا طويلاً في الشرق الأوسط. علمتنا أن الوحدة لها قدرة هائلة على توفير الحماية لشعوبنا، فإن الشعب السوري هو الذي أخذ المبادأة لتحقيقها، كان يواجه في سنة 1957 خطر التطويق والعدوان، خطر حلف بغداد. فإذا الوحدة بعد تحقيقها سنة 1958 تمكن لتفاعل الشعب العراقي وأصالته الثورية من إسقاط حلف بغداد في بغداد نفسها.

          أكثر من ذلك، علمتنا من هم طلاب الوحدة ومن هم أعداؤها، من هم الذين صنعوا الوحدة سنة 58. مين اللي صنع الوحدة سنة 58، الشعب السوري والشعب المصري.

          والشعبين سبقوا قرار أي حاكم- من هم الذين انقضوا على الوحدة سنة 1961، أعداء الوحدة هم أطراف تحالف الاستعمار والرجعية.

          لم تكن هذه المعركة معركة 1958 أو معركة 1961، ولكن أمل الوحدة كان أمل عزيز لشعوب الأمة العربية، للمناضلين العرب للثوريين من سنين طويلة. وأعداء الوحدة أيضاً كانوا موجودين من سنين طويلة، وكانت هناك معركة دائرة مستمرة بين صناع الوحدة القوميين الوحدويين وبين أعداء الوحدة.

          وفي 1958 حينما أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا - من أول يوم ظهر مين همه فعلاً طلاب الوحدة المخلصين ومن همه أعداء الوحدة في 1958، ظهر أولاً الذعر الإسرائيلي من الوحدة، وظهر أيضاً الخوف الاستعماري من الوحدة، وعبرت بريطانيا أن الوحدة ستقضي على النفوذ الاستعماري في هذه المنطقة. وظهر أيضاً خوف الرجعية من الوحدة- كانت هناك رجعية في الأردن، ورجعية في العراق، وعملوا بسرعة الاتحاد العربي، لا لأنهم يؤمنون بالوحدة، ولكن لمجابهة الوحدة المصرية السورية التي تمت في 1958، وكانت الوحدة التي تمت بين العراق والأردن في هذا الوقت تزييف لمعنا الوحدة- إنها وحدة كان يباركها الاستعمار - وحدة مش من أجل الشعوب العربية، ولكن من أجل نفوذ الاستعمار وسيطرة الاستعمار في الأمة العربية ومن أجل التصدي لقوى النضال الثورية في الوطن العربي.

          في سنة 61، حصل الانفصال، النهاردة في سنة 67 مر أكثر من خمس سنوات على الانفصال، وفي الخمس سنين دول جاهدنا كل الجهود وأعنف الوسائل من أجل تركيز وتكريس الانفصال، فهل نجح الانفصال؟ لقد استطاع الانفصال أن يضرب التجربة اللي قامت سنة 58 بين مصر وسوريا ولكنه لم يستطع أن يضرب

<2>