إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة الذكرى التاسعة لقيام الوحدة بين مصر وسوريا

روح الوحدة العربية، ولا روح النضال العربي. لقد أصاب الانفصال الشكل ولكنه لم يستطع أن ينفذ إلى المضمون. وليس هذا كلاماً حماسياً نقوله لكنه شهادة الواقع الحي. برغم كل ما حدث فإن الشعب السوري ظل على كراهيته لأعداء الوحدة، وبرغم كل ما حدث فهناك هدف واحد يلتقي عليه الشعب المصري والشعب السوري، هدف جمع الشعبين قبل الوحدة وجمع الشعبين في أيام الوحدة، وبرغم الانفصال لا زال هذا الهدف يجمع بين الشعب المصري والشعب السوري هو الهدف النضالي الثوري القومي العربي. ورغم كل ما حدث فإن الجيش السوري الذي ظن أعداء الوحدة أنهم اتخذوه أداة للانفصال واستخدموه من أجل الانفصال، النهاردة بعد خمس سنين يشكل الآن مع الجيش المصري، وبنص اتفاق الدفاع المشترك، جبهة واحدة ضد العدو تعمل في ظروف الخطر تحت قيادة واحدة في الشمال وفي الجنوب، في سوريا وفي مصر.

          وبرغم كل ما حدث فنحن هنا في القاهرة نحتفل بعيد الوحدة وهم هناك في دمشق يحتفلون بعيد الوحدة، وجماهير الأمة العربية تشاركنا هذا الاحتفال وتتحدث عنه كما نتحدث وتدرسه كما ندرسه، وتحاول الاستفادة منه ليوم الأمل الأكبر كما نحاول نحن أن نستفيد منه.

أيها الأخوة

          وأكثر من ذلك فإن حيوية الوحدة وأصالتها تتكشف بصورة أجلىَ وأوضح في تتبع الخط الذي اتخذه مسار النضال العربي منذ يوم الانفصال.

          قبل مرور سنة على الانفصال قامت ثورة اليمن، وهزت هذه الثورة معاقل الاستعمار والرجعية في الجزيرة العربية. وتآمر الاستعمار وتآمرت الرجعية ضد ثورة اليمن بعد أن ثبتت أقدامها.

          وبدأ العدوان على ثورة اليمن من الشمال ومن الجنوب. وأرسلت الثورة اليمنية تطلب من مصر أن تعينها على أعداء الثورة العربية، على الاستعمار وعلى الرجعية السعودية.

          مكنش مر على الانفصال سنة، هل الانفصال خلانا نكفر بالنضال العربي؟ هل الانفصال خلانا نتنكر لمبادئنا في القومية العربية والوحدة العربية وحدة النضال العربي؟

          هل الانفصال خلانا نتردد في أن نقوم بالواجب القومي الملقى على عاتقنا؟

          قطعاً نحن جرحنا من الانفصال.. مانقدرش نقول إن إحنا ما جرحناش من الانفصال.. كل مناضل عربي وكل ثوري عربي جرح من الانفصال وشاف أمل الوحدة.. أمله في الوحدة بيتفكك. وإحنا أيضاً هنا كقيادة في مصر أيضاً جرحنا من الانفصال، ولو أننا كنا نعلم من هي القوى التي تكالبت على الوحدة لتصل بها إلى الانفصال. رغم هذا صممنا على أن نقوم بدورنا الطليعي، دورنا النضالي، دورنا الثوري. وذهبنا إلى اليمن لمساندة ثورة اليمن ضد الاستعمار والرجعية.

<3>