إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح مؤتمر البرلمانيين الدولي

رابعاً: ولقد كان العنف العدواني هو الأسلوب الذي أتبعته إسرائيل وهو التجسيد الحي لمطالب الحركة الصهيونية المتعصبة، ومطامع الاستعمار الذي ساندها، منذ البداية إلى النهاية.

        ولم يكن هذا العنف العدواني في صميم الأمر مجرد أسلوب ولكنه كان بالتجربة الواقعية تعبيراً عن طبيعتها.

        ويلفت النظر في هذا الصدد أن العرب خلال المعارك الثلاث التي دارت بينهم وبين إسرائيل لم يكونوا البادئين بالحرب في أي مرة من هذه المرات.

        في سنة 1948 بدأت إسرائيل بالحرب قبل يوم 15 مايو 1948 وهو اليوم الذي كان مقرراً فيه انسحاب القوات البريطانية وتنفيذ قرار التقسيم.

        بدأت إسرائيل بالحرب واستولت على مناطق كثيرة كانت مخصصة للعرب بنص قرار التقسيم.

        كان دخول العرب إلى القتال في 15 مايو 1948 هو رد فعل أكثر منه فعلاً ضد الزحف الإسرائيلي المسلح الذي هيأ له ومهد لنجاحه تواطؤ الدولة المنتدبة علي فلسطين

        وفي سنة 1956 لم يبدأ العرب بالحرب. وتستحق وقائع سنة 1956 انتباهكم كاملاً لأنها تجربة واضحة تتحدث عن نفسها بعد أن تكشفت أسرارها جميعاً- في سنة 1956 لم يكن في وسع إسرائيل أن تدعي بأن هناك استفزاز عربياً موجهاً إليها أو انه كان هناك تحرشاً بها من أي نوع.. كان التفات العرب وقتها موجهاً إلى ناحية أخري تماماً.. ولست في حاجة إلى أن أعيد على مسامعكم حكاية التواطؤ الثلاثي الذي تم سراً في جو أقرب إلى المؤامرة منه إلى السياسة وإلى عمل العصابات منه إلى تصرف الدول.. وكان لإسرائيل أول الادوار فيما جرى تدبيره في ذلك الوقت.

        وفي سنة 1967 كانت التهديدات ضد وطن من أوطان الأمة العربية وهو سوريا.. تهديدات سافرة، وقد بدأ العدوان بالعنف المسلح علينا يوم 5 يونيه لمجرد أن الأمة العربية أعلنت أنها لن تقبل التهديد السافر بالغزو، واتخذت من التدابير داخل أوطانها ما رأته ضرورياً لمواجهة الخطر.

خامساً: ونتيجة لعدوان سنة 1967 فإن قوى العنف المسلح في إسرائيل مؤيدة بقوة الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها المادي والعسكري، تمكنت من احتلال فلسطين كلها إلى جانب أراضي تنتمي لثلاث دول عربية مستقلة وأعضاء في الأمم المتحدة هي مصر وسوريا والأردن.. وتعالت الأحاديث في الناحية الأخرى عن إسرائيل الكبرى ونشرت الخرائط التي تطلب ما بين النيل والفرات دولة لإسرائيل، وعادت الحجج لا تستند على شئ إلا على حق الغزو وكان الدنيا رجعت مرة أخري إلى ظلمات القرون الوسطي.

<3>