إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع)خطاب الرئيس جمال عبدالناصر،في الجلسة الأولي للجنة العامة للمواطنين من أجل المعركة

          لكننا- أيها الأخوة- نخطئ لو تصورنا أننا نواجه إسرائيل وحدها .. لأن وراء إسرائيل ما هو أكبر كثيراً من إسرائيل.. والدليل على ذلك أيضاً أمام عيوننا.. فإن المخطط الذي نواجهه أوسع من مقدرة أثنين ونصف مليون إسرائيلي.. بل أنه أوسع من حركة الصهيونية العالمية ودعاواها ومواردها.. وإنما هذا المخطط- كما يتضح لنا من أتساع مداه- يحظى بتأييد نظام السيطرة العالمية لقوى الاستعمار.. وفي الحقيقة.. فإن ما نواجهه مباشرة في ميدان القتال.. أي إسرائيل .. وما يسند إسرائيل مباشرة أي حركة الصهيونية العالمية.. إنما هو المظهر والأداة لتنفيذ مخطط نظام السيطرة الاستعمارية العالمية.

          إن متابعة وقائع سنة 1967 يكشف ذلك بجلاء.. ومتابعة ماثلاً وقائع سنة 1967.. وحتى الآن.. خصوصاً ما يبدو من تصرفات السياسة الأمريكية.. يكشف ذلك أيضاً بجلاء..

          إن الولايات المتحدة الأمريكية ميعت قضية العدوان علينا سنة 1967، في متاهات المشروعات والصيغ، مما أدي بالأمم المتحدة إلى أزمة الوقوع في تناقض بين قرار وقف إطلاق النار وفي نفس الوقت العجز عن إصدار قرار مواز له بضرورة الانسحاب.

          ثم أن الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك كانت هي الطرف الذي دخل أمامنا في سلم التصاعد العسكري، كلما أتممنا في استعدادنا مرحلة، كلما قاموا هم بمد إسرائيل بما يمكنها من مواجهة استعدادنا، بل إنهم يقصدون إلى أبعد من ذلك فيما تشهد به تصريحاتهم.. أنهم يريدون- كما يقولون- إن يحتفظوا لها بالتفوق العسكري علينا.

          وإمداد إسرائيل بطائرات الفانتوم الأمريكية، ونوع هذه الطائرات، وتوقيت قرار تسليمها لإسرائيل، ومواعيد التسليم، كلها أدلة قاطعة لا تبقي لأحد فرصة للاجتهاد.

من ذلك كله نستخلص حقائق أساسية:

1. إننا في وسط معركة بالنسبة لنا حاسمة.

2. أنه لا بديل لنا عن خوض هذه المعركة كضرورة حياة ومستقبل.

3. أنه لا سبيل أمامنا في هذه المعركة غير أن ننتصر بما يمنع العدو من تحقيق أهدافه.

4. إن المعركة عنيفة لأن مدي الصراع فيها واسع.

5. إن المعركة طويلة لأن القوي التي تخوضها ضدنا تملك وسائل الاستمرار ولن تيأس بسرعة.

<3>