(تابع)خطاب الرئيس جمال عبدالناصر،في الجلسة الأولي للجنة العامة للمواطنين من أجل المعركة

أيها الأخوة

          على أرضية هذه الحقائق الأساسية يجئ دوركم ويجئ في وقته، ذلك لإن المعركة ليست جبهة القتال، وإنما المعركة هي الوطن بأسرة وهي الأمة من المحيط إلى الخليج.

          لقد اجتزنا مرحلة مهمة في هذه المعركة، ونحن نعتقد إن مجرد وقوفنا برغم كل أنواع الضغوط التي وجهت إلينا عسكرية وسياسية واقتصادية ونفسية هي خطوات أكيدة على طريق النصر.

          ولكننا نقف الآن على أبواب مرحلة جديدة نستكمل بها الطريق إلى النصر.

          وهذه المرحلة الجديدة سوف تكون أصعب المراحل وأشق المراحل وأحفلها بأسباب التضحية والتحمل والاستعداد بقبول مخاطر بغير حدود.

          وواجبكم أيها الأخوة أن تبذلوا كل ما تستطيعون من الجهد للمعاونة على مواجهة هذه المرحلة الجديدة التي يجب أن تخوضها جماهير الشعب كله.. الرجال والنساء وحتى الأطفال.

          كل من في هذا الوطن يجب أن يتحول من الآن إلى طاقة قتال.

          ولست أريد أن أستفيض في شرح الطريقة التي يتعين عليكم بها أن تنهضوا بهذه المسئولية- وذلك ما أشرت إليه سابقاً- وإنما أريدكم أن تعملوا فكركم وأن تتقدموا لما تحملتم أمانته بكل ما تستطيعون.

          وأني لأضع وراء هذه اللجنة، ووراء عملها، كل ما أستطيع كمواطن، وكل ما لدى من سلطات كمسئول.

          ولقد كان قراري بتعيين أحد الوزراء أميناً لهذه اللجنة، هو تسهيل الاتصال بي وبالوزراء.

          كذلك فإن الوزير الذي كلف بهذه المسئولية، يتصل عمله أكثر ما يتصل بالمواطنين والمعركة.

          إن القوات المسلحة على الجبهة تبذل جهداً هائلاً.

          وقوى الإنتاج في هذا الوطن وبالذات في الصناعة والزراعة والاقتصاد تكفلت بإعطاء الوقود المادي لمطالب الصمود.

          وجماهير الشعب كانت دائماً وما تزال منذ يومي 9، 10 يونيه، هي الطاقة الهائلة وراء كل شئ تم تحقيقه أو يجري تحقيقه.

<4>