(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

أيها الأخوة

         هل حدث من قبل أن طرفا فرض على غيره من الأطراف في حرب أن يتفاوض معه بينما هو يحتل ارضه، ذلك حدث من قبل في التاريخ، في حالة واحدة الاستسلام بلا قيد ولا شرط كما حدث لليابان وكما حدث لألمانيا الهتلرية. ذلك بالضبط ما تريده إسرائيل اعتماداً على وهم انتصارها العسكري في 5 يونيه سنة 1967، يريدون منا أن نستسلم بلا قيد ولا شرط.

أيها الأخوة

         إن الأمة العربية لم تخضع ولم تستسلم بلا قيد ولا شرط، لقد ضُربت ولكنها بقيت مرفوعة الرأس تحاول أن تبني قوتها للدفاع عن نفسها وعن حريتها وعن سلامها ضد القتل وضد الصواريخ والنابالم والقنابل الزمنية تحملها طائرات الفانتوم الأمريكية وفوق كل ذلك فإن إخضاع الأمة العربية كلها وفرض الاستسلام بلا قيد ولا شرط عليها فوق طاقة إسرائيل وحتى فوق طاقة من هم وراء إسرائيل. إن 5 يونيه كان صدمه، ولكن جماهير الشعوب العربية أثبتت عملياً وصممت على الرفض، على رفض الهزيمة، ويجب- أيها الأخوة- أن نلح على الرفض. إنها أثبتت عملياً لكي نفرق بين الرفض الإرادي والرفض الانفعالي الذي يصدر عن العاطفة وحدها. إن الأمة العربية حينما خرجت تعلن تصميمها على القتال كان تعبر عملياً عن رفضها للهزيمة وعن استعدادها للتضحية وعن استعدادها لتقديم دمائها وأرواحها فداء لكرامتها وفداء لأرضها وفداء لشرفها وفداء لوطنها.

         إن الأمة العربية لم تستسلم ولم تخضع ولم تستطع إسرائيل أن تخضع الأمة العربية، ولم تستطع أمريكا الولايات المتحدة الإمريكية أن تخضع الأمة العربية، لأن هذا فوق طاقة إسرائيل وفوق طاقة الولايات المتحدة الإمريكية.

أيها الأخوة

         إن موقف إسرائيل بعد 8 يونيه سنة 1967 هو أكثر ما يدينها أمامنا ، هنا أمام الأمة العربية كلها وأمام الرأي العام العالمي، لأن موقف إسرائيل بعد 8 يونيه يكشف عن نواياها.

أيها الأخوة

         إن إسرائيل لا تريد السلام، وإنما إسرائيل تريد التوسع. وحينما تتكلم إسرائيل ويتكلم قادة إسرائيل عن السلام، ويقولون انهم يريدون تخطيط حدود آمنة ومعترف بها يخدعون العالم. ما معنى حدود آمنة معترف بها، حينما يقولون أن لاحدود لهم ، يريدون تخطيط حدود جديدة توفر لهم الأمن وتوفر لهم السلامة، معنى

<10>