( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

جداً على العرب وهي ليست في حاجة إلى أي طائرات أخرى الآن، ولكن إذا اختل التوازن الحالي فسنعطي إسرائيل ما طلبته، ولن نسمح بأن يتأثر التفوق الإسرائيلي. وبعدين قال إن أمريكا قررت في الوقت الحالي إنها تدي إسرائيل مائة مليون دولار مساعدة اقتصادية.

         إذن التوازن في رأي الولايات المتحدة الأمريكية هو الاحتفاظ بالتفوق الإسرائيلي الكاسح. إذن التوازن هو تمكين إسرائيل من الاستمرار في احتلال الأراضي العربية. إذن التوازن في رأي السياسة الأمريكية هو تمكين إسرائيل من أن تبقي هذا الشعب العربي الموجودة في الضفة الغربية، وفي غزة ، وفي الجولان، وفي سيناء تحت ربقة الاستعمار الإسرائيلي وتحت ربقة العنصرية الإسرائيلية.

         إذن التوازن في رأي السياسة الأمريكية أن تُبْقى إسرائيل معتقلة 15 ألف شاب عربي فلسطيني، أن تقتل إسرائيل الفلسطينيين بالليل والنهار تحت اسم مقاومة المقاومة الفلسطينية أو مقاومة الأرهاب.

         إذن التوازن بالنسبة للسياسة الأمريكية، سياسة الولايات المتحدة الأمريكية هو عرقلة أي مقدرة هجوم مصري لاستعادة الأرض المصرية التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 ، هجوم لا يستهدف العدوان ولكن يستهدف التحرير، هجوم لا يقصد التدمير ولكن يقصد التطهير.

         التوازن في رأي الولايات المتحدة الأمريكية أن تستمر إسرائيل في ضربنا في العمق، ضرب مصانعنا، ضرب مدارسنا، ضرب المدنيين، ضرب منشآتنا الاقتصادية.

         إسرائيل أخذت الفانتوم وأختذ السكاي هوك في سنة 69، ولا زالت لغاية دلوقت كل شهر بتستلم أربع طائرات فانتوم . بالمقدرة الجوية الجديدة التي أعطتها أمريكا لإسرائيل في سنة 69 أصبح العدو الإسرائيلي في مقدوره أن ينفذ في العمق لكي يضرب أهداف بعيدة ويرغمنا على بعثرة قواتنا. ضربوا المدنيين وقتلوا العمال. ضربوا المدارس وقتلوا الأطفال. استخدموا في كل هذا الطائرات الفانتوم الأمريكية التي استلموها في سنة 1969. كانت التصريحات والتهديدات من قادة إسرائيل انهم سيضربون في كل مكان في مصر، حتى تخضع مصر لإرادتهم وتقبل شروطهم.

         بل قال أحد قادة إسرائيل. قال كده بالحرف الواحد انهم هايهّدوا مصر كلها، مش حايخلوا فيها مبنى قائم. طبعاً هو كان بيقول هذا الكلام، وهو يشعر إن وراه الولايات المتحدة الأمريكية تدي له الطيارات الفانتوم قاذفة القنابل، تدي له الطيارين، بتدي له الفنيين، بتدي له عمال الصيانة تحت الجمع بين الجنسية الأمريكية والجنسية الأسرائيلية. وفي نفس الوقت بتدي له قروض طويلة الأجل حتى لا يدفع أي ثمن في الحصول على هذه الأسلحة. طبعاً أما بيشوفوا ده وبيقولوا ويصرحوا انهم وقالوا وصرحوا في 67 و 68 و 69 إن مصر إذا ماقبلتش شروطهم حايهدوها، حايهدوا مش حايخلوا فيها أي منشأة اقتصادية، وحايضربوها ويدمروها، لأنهم يعتمدوا على مقدرتهم الجوية. كل هذا حتى نشعر بالخوف والرعب ونخضع لإرادتهم ونقبل شروطهم.

<15>