إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

          وانا كنت أعلم - أيها الأخوة- إنكم تقبلون التضحيات الغالية ولكن لا يوجد بيننا، بينكم جميعاً من يرضى بالخضوع والاستسلام.

          يوم 2 فبراير الماضي بلغتنا أمريكا، ممثل أمريكا الموجود هنا في القاهرة بلغنا بمذكرة رسمية الآتي: قال إن إسرائيل الآن تقوم بغارات عميقة في داخل مصر، وإن أمريكا تشعر بالقلق بالنسبة لهذه الغارات العميقة، وتشعر بالأسف على الضحايا اللي بيسقطوا نتيجة الغارات الإسرائيلية العميقة. وعلى هذا فهي تنصحنا بأن نعلن قبولنا في الحال لوقف إطلاق النار، وإذا لم نقبل وقف إطلاق النار فإن الغارات الإسرائيلية في عمق البلاد ستستمر وبصورة أكبر وستزداد. الغارات الإسرائيلية ستزداد.

          وكانوا يعتقدون أن هذا سيخيفنا أو سيجعلنا نتردد ونقبل أن نخضع أو نستسلم.

          قلنا- أيها الأخوة- إننا نوافق على وقف إطلاق النار إذا أعلنت إسرائيل، وضمن هذا مجلس الأمن، موعد الانسحاب للقوات الإسرائيلية المعتدية من الأراضي العربية المحتلة كلها، مش من سينا بس، من سينا ومن غزة ومن الجولان ومن الضفة الغربية ومن القدس. هذا هو السبيل الوحيد حتى نقبل إيقاف إطلاق النار.

أيها الأخوة

          مرينا في أوقات عصيبة ومرت أوقات شديدة جداً، وكانت هناك تضحيات في كل مكان، كان فيه قتلى، كان فيه شهداء، شهداء أبرياء أطفال، كلكم عارفين إن الأيام العصيبة اللي مرت بنا كيف قابلها الشعب هنا في مصر. أنا قابلت ناس أجانب كثير كلهم كانوا بيستغربوا، كلهم كانوا جايين مستنيين الشعب المصري يغمي عليه وينهار بعد هذه الغارات، بعد هذه الغارات الإسرائيلية. ولكن أنا قابلت عدد من كبار الصحفيين الأجانب، الصحفيين الأمريكيين كانوا بيسألوني بيقولوا انهم جم ومستنين الانهيار المصري نتيجة الضرب الإسرائيلي بطيارات الفانتوم الأمريكية على مشارف القاهرة وفي حلوان وفي المعادي وأبو زعبل وفي الخانكة وفي دهشور والتل الكبير، ولكن اللي لقوه، لقوا الشعب اشد عنداً واشد صلابة، وسألوا إيه السبب؟ قلت لهم أنتم ما تعرفوش هذا الشعب وراه من الحضارة 7000 سنة ، وراه تجارب آباوه وأجداده، يعرف كيف يصمد.

أيها الأخوة

          أنا قلت في سنة 56 لقد كانت مصر دائماً، مقبرة للغزاة وستبقى مصر بعون الله دائماً مقبرة للغزاة بفضل صمود هذا الشعب وقوة هذا الشعب

أيها الأخوة

<16>