إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في عيد العمال

الإسرائيلية تنتج من المنطق القديم يريدون اغتصاب الأرض، يريدون قتل الناس، عايزين الأرض بدون ناس، يا إما يموتوهم يا إما يطرودهم، وعايزين الأرض، بيقولوا انهم دولة لاحدود لها. قال واحد من زعمائهم بعد سنة 67 إحنا هذا الجيل- ديان قال هذا الكلام- اللي عمل حدود سنة 48، وكلم العساكر الإسرائيليين وقال لهم انتم الجيل اللي عمل حدود 67، وحاييجي الجيل القادم يجعل حدود إسرائيل في أوضاعها الطبيعية.

         ومع هذا يتحدثون عن السلام، والصحافة في أكثر عدد من الصحافة في الدول الغربية يردد ما تقوله إسرائيل، يا إما هناك إرهاب فكري صهيوني يا إما هناك أموال يهودية، يا إما هناك مصطلح لهذه الصحف تردد ما تقوله إسرائيل، إن إسرائيل تتحدث دائماً عن السلام، ولكن همه لما يتكلموا عن السلام هل فعلاً تريد إسرائيل السلام؟ هل تصرفات إسرائيل هي تصرفات من يريد السلام؟ من الواضح لنا جميعاً أنهم حينما يتكلمون عن السلام إنما يخدعون العالم كله لأنهم يعملون فقط من أجل التوسع، من أجل أغتصاب الأرض، ومن أجل قتل أصحاب الأرض. يطلبون المفاوضات ويقولون انهم على استعداد للمفاوضات المباشرة، ولكن قبل المفاوضات المباشرة مع العرب مش مستعدين يتكلموا على أي شيء، وعلى أي نواحي، والغريب انهم يعرفون أن ما من دولة تقبل أن تتفاوض مع عدو يقاتلها وتقاتله، بينما هو يحتل أراضيها. مطلب المفاوضات المباشرة مجرد عمل للدعاية، يمكن أن ينطلي على الرأي العام العالمي، وطبعاً همه بيقولوا إن إحنا عايزين السلام وعايزين المفاوضات. كيف نذهب نحن إلى مائدة المفاوضات؟ وهناك سيناء المحتلة والضفة الغربية المحتلة والقدس المحتلة وغزة المحتلة والجولان المحتلة، كل هذه الأرض أرض عربية احتلتها إسرائيل واغتصبتها إسرائيل في سنة 1967، كيف نذهب؟ ونكون على مائدة المفاوضات على قدم المساواة. إننا حينما نذهب إلى هذه المفاوضات ونجلس على مائدة المفاوضات، لن تكون هذه المائدة بالنسبة لنا مائدة مفاوضات، وإنما مائدة الاستسلام، لأن عدونا حينما يتكلم إنما يتكلم من منطق القوة. والغريب أن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد هذا الكلام، وهي تعلم أنها حينما هوجمت في بيرل هاربور من اليابان أغرق الأسطول الأمريكي كله في المحيط الهادئ ودمر الجيش الأمريكي كله في المحيط الهادي وانسحبت أمريكا، رفضت أمريكا المفاوضات كلية، ولكنها استعدت حتى تستعيد الأرض التي طالبت اليابان بأن تنسحب من الأراضي التي احتلتها، ولم تقبل أن تتفاوض. الأغرب من هذا بالنسبة لإسرائيل وبالنسبة لقادة إسرائيل لما يتكلموا على المفاوضات المباشرة ويقولوا انهم مستعدين يتكلموا مع العرب في مفاوضات مباشرة، بيلغوا أي سبب يدعو إلى هذه المفاوضات، بيقولوا انهم عاوزين يتفاوضوا مع العرب على المستقبل وعلى الحدود وعلى أساس أن تكون الحدود أمان ومعترف بها. ولكن بيقولوا إن القدس لم تعد مادة للتفاوض، فضموا القدس إلى إسرائيل، بيقولوا إن المرتفعات السورية لم تعد مادة للتفاوض، ليست مادة للتفاوض وليست قابلة للتفاوض، بيت لحم ليست قابلة للتفاوض، قطاع غزة ليس قابل للتفاوض، ما الذي يبقى إذاً للتفاوض، حتى على فرض إن أحداً كان على استعداد لمجرد التفكير فيه مع العدو الإسرائيلي.

<9>