إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في المؤتمر الشعبي في الخرطوم بمناسبة العيد الأول للثورة السودانية

الخرطوم، 28 مايو 1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 29 مايو 1970

         حينما بدأنا اتفاق طرابلس قد ألينا على أنفسنا أن نكون حريصين في كل خطوة من الخطوات حتى لا نمكن الاستعمار وحتى لا نمكن الرجعية، وحتى لا نمكن أداء الأمة العربية من أن يضللوا شعوبنا. وبهذا نجنب الأمة العربية انفصال الوحدة التي تمت بين مصر وسوريا.

         إننا نقاتل من أجل أمة واحدة، من أجل وطن واحد، ومن أجل شعب واحد، ومن أجل عدو متكالب علينا جميعاً. ولكنا حين نكافح يجب أن نكافح بسلاح قوي قادر هو سلاح وعي الجماهير، سلاح وعي الشعب، سلاح معرفة الجماهير لكل خطوة نتخذها. ويجب علينا- أيها الأخوة- قبل أن نتخذ أي خطوة من الخطوات أن نعرضها على الشعب بتنظيماته السياسية حتى لا يضلل الشعب من القوى الأجنبية والإذاعات الأجنبية. وحتى لا ندخل في معركة أخرى نعطي لأعداء الأمة العربية سلاحاً كاذباً يستخدمونه ضدنا، ضد هذه الثورات التي آلت على نفسها أن تسير في طريق الحرية والاشتراكية والوحدة.

         هذا- أيها الأخوة- الدرس الذي أخذناه بعد انفصال الوحدة الرائدة في سنة 58، يجب أن تكون الشعوب على وعي تام بكل خطوة نتخذها.

         وقد اتفقنا اليوم حينما اجتمعنا نحن رؤساء الدول الثلاث على أن لا نأخذ أي خطوة من الخطوات قبل أن نناقشها شعبياً وجماهيرياً بواسطة الشعب في كل بلد من البلدان الثلاثة، وبواسطة الجماهير حتى نحصن الجماهير ضد قوى الثورة المضادة، وحتى نحصن الجماهير ضد قوى الاستعمار، وحتى نحصن الجماهير ضد القوى التي حاولت دائماً أن تضعنا في مناطق النفوذ وتحاول دائماً أن تضعنا في مناطق النفوذ.

         ونحن نعتقد بعون الله وبكم أننا سنسير في اتفاقنا، اتفاق طرابلس الذي وقع في ديسمبر من العام الماضي خطوة خطوة، لكي نحقق مصالح الأمة العربية كلها.

         إننا نكون قوة من ثلاث دول متجاورة، تجمع مواردها، تجمع قوتها وتجمع الشعوب العربية الموجودة فيها من أجل الأمة العربية ومن أجل قوتها ومن أجل الدفاع عن هذه الدول، ومن أجل البناء ومن أجل التعمير، ومن أجل تعويض ما فات.

<1>