إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية

سيناء، ومن كل شبر من الأرض العربية مشت عليه قوى المؤامرة الكبرى التي وجهت عواصفها المجنونة ضد أمتنا يوم 5 يونيه 1967.

الشرط الثاني، وهذا أيضاً يدخل ضمن قرار مجلس الأمن، وهو ضرورة حل قضية شعب فلسطين ورد كل الحقوق المشروعة لشعب فلسطين.

         والآن ليس كما كان يطالب باعتباره شعباً من اللاجئين، وتقول إسرائيل إنها علشان تحل مشكلة هذا الشعب بتعمل مؤتمر دولي ويتحل الموضوع في هذا المؤتمر الدولي.

         نحاول بكل الوسائل، نحاول مع الأصدقاء لكي يكونوا جميعاً على بينة من الأمور وهم يساندوننا في موقفنا. نحاول مع كل شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية لكي يروا موقفنا في سماحة. نحاول مع شعوب أوروبا الغربية لكي تدرك إننا لا نضمر عداءً لهم وإنما نحن أصحاب حق ندافع عن هذا الحق، كما كانوا هم أصحاب حق يدافعون عنه، ضد عدوان الفاشية النازية العنصرية، خلال الحرب العالمية الثانية.

         ونحاول أيضاً مع الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، حتى لا يسجل علينا التاريخ أنه كان هناك باب لم نطرقه.

         ومن هذا المنطلق وجهت نداء إلى الرئيس الأمريكي نيكسون الذي قلت له فيه يوم أول مايو الماضي، إنني أقول له، وهو يعرف إنني أعني ما أقول، إن الأمة العربية لن تستسلم وهي تريد سلاماً حقيقياً ولكنها تؤمن أن السلام لا يقوم على غير العدل.

         أريد أن أقول له، للرئيس الأمريكي، إنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد السلام، فعليها أن تأمر إسرائيل بالانسحاب، وذلك في طاقة الولايات المتحدة الأمريكية التي تأتمر إسرائيل بأمرها لأنها تعيش على حسابها. وأي شئ غير ذلك لا يجوز علينا ولن يجوز.

         وإذا لم يكن في طاقة أمريكا أن تأمر إسرائيل، فنحن على استعداد لتصديقها إذا قالت ذلك، مهما كانت آراؤنا فيه. ولكن في هذه الحالة نطلب طلباً واحداً هو بالتأكيد في طاقة أمريكا، وذلك الطلب هو أن تكف الولايات المتحدة الأمريكية عن أي دعم جديد لإسرائيل سياسياً أو عسكرياً أو اقتصادياً مادامت إسرائيل تحتل أراضينا.

         وإذا لم يتحقق الحل الأول، وإذا لم يتحقق الحل الثاني، فإن على الشعوب أن تؤمن بحقيقة لا يمكن المكابرة فيها بعد الآن وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد لإسرائيل أن تواصل احتلالها، حتى تتمكن من فرض شروطها علينا

<12>