(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية

أيها الأخوة

          إنني توجهت بذلك إلى الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وأنا أعرف حقيقة الارتباطات بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية. أعرف المساندة السياسية التي أعطتها أمريكا لإسرائيل في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن، وأعرف المساعدات الاقتصادية التي تحصل عليها إسرائيل من أمريكا على شكل مساعدات أو تبرعات. إسرائيل تحصل من أمريكا سنوياً على 500 مليون دولار مساعدات وتبرعات. وأعرف المساعدات العسكرية التي تحصل إسرائيل عليها من أمريكا، وحصلت أخيراً على دبابات وعلى مدافع، كل شهر يوصل إلى إسرائيل أربع طيارات فانتوم.

          يجب أن تكون لدينا القدرة على الحركة من ساحات الأمم المتحدة إلى ساحات حرب من الحوار على القنبلة، من الحوار البناء مع الدنيا كلها إلى الحوار بالسلاح مع العدو الغاصب.

أيها الأخوة

          إن النضال يجب أن يكون على جميع الجبهات بغير تحفظ. هكذا يجب على كل الثوار الحقيقيين الذين يعرفون النضال في صمود والكفاح من أجل المبدأ والعقيدة.

          لا يجب أن تنسوا الحقيقة العظمى، وهي أن كل شئ يتحرك بإرادتنا الحرة التي هي تعبير عن إرادة الله. كل شئ يتقرر بمقدرتنا الذاتية التي هي مستمدة من الله. كل شئ يتقرر باستعداد وتصميم وفي أن تكون أعمالنا على مستوى لقواتنا في ميدان القتال في ميدان معركة تحقيق النصر.

          إن ذلك في استطاعة قواتنا وفي مقدورها، ولها فإن الجزء الأكبر من جهدنا يجب أن يتوجه إلى ميدان القتال. يجب أن نكون جميعاً في أعمالنا وبأفكارنا وبكل ما تحتمله طاقتنا وراء رجالنا الذين يقفون على خط النار ويصنعون في حكمة دقيقة مثلاً أعلى للدفاع عن الأوطان.

          إن مصير أمتنا كلها، إن آمالنا كلها، إن أحلامنا الواسعة في الغد كلها اليوم رهن بما يجري على جبهة القتال، بما يجري علي كل الجبهات مع العدو.

          هناك- أيها الأخوة- الحل الأخير. هناك- أيها الأخوة- القول الفصل. هناك- أيها الأخوة- النصر بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله.

______________

<13>