إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في العيد الأول للثورة السودانية         

          شهد العالم مذهولاً جماهير يومي 9 و10 يونيه في العالم العربي كله من المحيط إلى الخليج تعبر عن إرادتها في الصمود وتعبر عن استعدادها للبقاء في ساحة الصراع المسلح، حتى تحرر أرضها، وحتى تستعيد حقوقها، وحتى تقيم السلام القائم على العدل. سلام الشعوب وليس سلام الاستعمار. سلام العرب وليس السلام الذي تدعيه إسرائيل. سلام المبدأ، سلام الحق، سلام الثقة بالغد المتحرر من الخوف والتهديد والعدوان. والسلام الذي قاتل واستشهد من أجله الأبطال من أمتنا جيلاً بعد جيل، بل سنة بعد سنة، بل يوماً بعد يوم.

          وصار شعور جماهير شعوب أمتنا تقدم في كل مناسبة تتاح لها دليلاً لا تخطئه عين.

          جماهير يوم 29 أغسطس سنة 1967، حين جئت إليكم هنا في الخرطوم لحضور مؤتمر القمة العربي. الذي تحمل بمسئولية مرحلة الصمود. ورأيت الشعب السوداني البطل، الشعب السوداني الصامد، الشعب السوداني الرافض للهزيمة يخرج إلى الشوارع ويعلن عن عزمه على الصمود، وعلى القتال حتى النصر، وعلى التضحية وعلى الفداء. وكان هذا أيها الأخوة هذا اليوم المجيد يوم 29 أغسطس سنة 1967، كتبت عنه كل صحف العالم، وقالت رفض الهزيمة التي حدثت في الأمة العربية، فإن شعب السودان وقف وهو يشعر بالأمل ويمتلئ بالحياة ويصمم على النصر، وإن أمة هذا شأنها لابد لها أن تنتصر ولابد لها أن تسير في طريقها.

أيها الأخوة

          جماهير بيان 30 مارس سنة 1968 في مصر، حين رسم الشعب المصري طريق نضاله واضحاً، لا عوج فيه ولا لبس يحوطه. ثم جماهير 25 ديسمبر سنة 1969 في طرابلس، حينما زرنا طرابلس، الرئيس نميري وأنا، وخرجت جماهير الشعب الليبي في طرابلس تنادي بالصمود، وتنادي بالقتال وتنادي بالتحرير وتنادي بوحدة الأمة العربية من أجل المصير المشترك، وتنادي بأن لابد للأمة العربية كلها من أن تسير في طريق معركة المصير المشترك، وجماهير 28 ديسمبر بعد هذا في بني غازي. حينما خرجت كل جماهير بني غازي بنفس المشاعر التي ناديتم بها هنا في أغسطس سنة 1967.

أيها الأخوة

          وحينما جئت إليكم ورأيت جماهير أول يناير سنة 1970 من شعب السودان العظيم. حينما وصلت إليكم في الخرطوم شعرت بالأمل الكبير، وشعرت أن الله لابد أن ينصر هذه الأمة، لأن أبناء هذه الأمة لن ييأسوا ولم يهنوا ولكنهم يسيرون في طريق الأمل.

          ثم- أيها الأخوة- رأيت جماهير الأمس وجماهير اليوم هنا في الخرطوم، في هذا المكان، في هذا اللقاء، في هذه المناسبة، مناسبة العيد الأول للثورة السودانية المجيدة.

<3>