إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 - 484"

خطاب الرئيس أنور السادات أمام الاجتماع المشترك
لمجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي
العربي حول نتائج زيارته إسرائيل

 

القاهرة، 26 / 11 / 1977

(الأهرام، القاهرة، 27 /11 / 1977)

          بسم الله،

          أيها الأخوة والأخوات أعضاء العائلة المصرية وأعضاء مجلس الشعب،

          ماذا أقول، بعد أن قال الشعب العظيم كلمته، وماذا أعلن، بعد أن أعلنت الملايين الشامخة إرادتها، وماذا أسجل، بعد أن سجلت الجماهير أروع وأخلد صورة لشعب متحضر، يصنع الحب، ويصنع الحياة، ويبني الحرية، ويبنى السلام على أرضنا، وعلى كل ارض الله، لكي يحقق إنسانية الإنسان، ولكي يحفظ لأطفالنا، ولكل طفل على أي ارض، بسمة الأمل والرجاء، وحياة التطور والرخاء، ويحمي لهم رحلة الأيام من غدر تجار الآلام؟

          ماذا أقول لشعبنا، شعب مصر، شعب البطولة، شعب الفداء، مصر أكتوبر [تشرين الأول] وشعب مصر الذي علا بقامته إلى شموخ حضاري هائل، بل إلى ارفع قامة يصبو إليها بلد وشعب على ارض الله؟ ماذا أقول لشعبنا إلا أن انحني أمامه بقامتي شكرا وعرفانا، وإلا ان اركع لله الذي صنعني ابنا لهذا الشعب؟ ولن تنحني أبدا هذه القامة إلا للشعب، ولن تركع هذه القامة إلا لله. ماذا أقول لشعبنا، شعب مصر الشهداء، مصر التضحيات، مصر التي قدمت للإنسان في كل مكان أشجع صور الرجولة، عندما نادت أرضه شجاعة الرجال؟ ماذا أقول لشعبي الذي تحمل عن الأمة العربية، من المحيط إلى الخليج، أثقل أعباء البذل والعطاء، حتى التضحية في الوقت، وأشرس قساوات المعاناة عاناها شعبنا بتواضع وإيمان الصابرين لا يريدون من أحد جزاء ولا شكورا، بل هم يتلقون سهام الاتهامات والمباذل والسموم جزاء وجحودا ونكرانا؟

          ماذا أقول لشعبي، بعد أن عاش مئات الملايين من البشر، على طول الأرض وعرضها، في كل بقعة عاشوا أياما متصلة، عاشوا مقطوعة أنفاسهم، ومقهورة أنظارهم، بكل يقظة المشاعر والوجدان وهم يتابعون شعب مصر المتحضر العريق وهو يؤدي رسالة التاريخ يبشر بالحرية والسلام وهو يبني جسر التحول العظيم من التدمير والتخريب، إلى التعمير والبناء، ومن ساحات الدمار والأشلاء إلى أبراج الحب والحياة.

          ماذا أقول لشعبي بعد ان قال له العالم كله أنت الشعب الشجاع، أنت الشعب الجسور، أنت الشعب الموقظ للحياة من أعداء الحياة؟

أنت الشعب العظيم، ماذا أقول إلا أن اشكر شعوب العالم كلها، بعد أن عرفت حقيقتنا وجوهرنا مرتين:

<1>