إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 484"

العربية المحتلة منذ يونيو [حزيران] 1967، وإقامة دولة فلسطينية؛

          سادسا: لم يترتب على الزيارة أي تفريط في حق قومي أو تاريخي للأمة العربية. فلا زال الوضع القانوني بيننا وبين إسرائيل كما كان قبل الزيارة. ولا يمكن ان تفسر الإجراءات التي اتبعت، والأحداث التي وقعت فيها، على انها تعني قبولا منا لأوضاع لم نكن نقبلها من قبل. وتلاحظون انني حرصت، في خطابي في الكنيست، على إبراز تمسكنا بحقنا في القدس العربية، وعدم اعترافنا بضمها لإسرائيل.

          ولعل البعض يتساءل: إذا كان الموقف القانوني لا زال كما هو، وكما كان بلا تغيير، فأين حدث التغيير إذن؟ الإجابة على هذا هي ان التغيير حدث أساسا في المناخ النفسي الذي يحيط بالمشكلة. بحيث اصبح هناك أمل حقيقي في وضع نهاية للحروب والمعاناة في المنطقة. ويمكن أيضا إحلال السلام العادل في ربوعها. وبذلك. فإن ما قيل عن إنهاء الحرب، إنما ينصب على المستقبل إذا تحققت الشروط الموضوعية التي نضعها أساسا لا غنى عنه لإنهاء الحرب؛

          سابعا: وإذا كنت قد حرصت على عدم إلزام الشعب المصري بأي شيء يؤثر على حقوقه القانونية والتاريخية، أو يقيد حركته في الحاضر أو المستقبل، فاننى، من باب أولى، لم الزم أي طرف عربي آخر بشيء على الإطلاق. بل انني تطوعت، في اكثر من مناسبة، بالتنبيه إلى انني لا أتحدث باسم أي من الأشقاء العرب، ناهيك عن الارتباط بشيء يلزمهم أو يمس حقوقهم؛

          ثامنا: ان كثيرا من جماعات الضغط لحساب إسرائيل، في دول أخرى. قد تم تحييدها كلية، بل ان بعضها قد تحول إلى قوة ضاغطة على إسرائيل نفسها. وسوف يلمس الجميع أبعاد هذا التغيير في الأسابيع القليلة المقبلة. وربما كان هناك تساؤل عن النتائج المحددة الملموسة التي خرجنا بها من هذه الخطوة الجسورة، وهو تساؤل مشروع له ما يبرره. للإجابة عليه أقول: انه لم يكن في الحسبان طبعا ان نتوصل إلى تسوية شاملة كاملة للنزاع خلال يومين، كما انه لم يكن واردا لدينا، على الإطلاق، ان نعقد اتفاقا منفردا مع إسرائيل. ولو كان هذا واردا في قاموسنا وحساباتنا. لما كان ايسر من التوصل إليه. في هذه الحدود، لم يكن من المخطط، ولا من المتوقع. ان نصل إلى اتفاق حول جميع جوانب النزاع، وإنما أمكن الاتفاق مع المسؤولين الإسرائيليين على ما يأتي: ان نتجه جميعا، داخل المؤتمر، إلى بحث المسائل الموضوعية بجدية، ولا يضيعوا وقتنا في اشكالات إجرائية؛

          تاسعا: أن يكون منطلقنا في البحث داخل المؤتمر، ونحن نناقش نظرية الأمن التي تطلبها إسرائيل، أن يكون هذا المنطلق في البحث بعيدا عن فكرة الاستيلاء على الأرض أو ضمها، ومحصورا فقط في نطاق توفير الأمن للجميع،

<6>