إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 - 484"

في ظل أوضاع عادلة.

          كان هذا هو ملخص ما حدث في إسرائيل. واليوم، وأنا آتي إليكم، سمعتموني أقول هنا ان الهدف الأساسي والأكبر كان هو إزالة الجدار النفسي الذي ترك ضمن ما ترك، وولد ضمن ما ولد، الشكوك والريبة والخوف وعدم الاطمئنان والعصبية التي تنتاب أي طرف حينما يأتي ذكر الآخر. لم يكن مستطاعا أبدا ان نبدأ في جنيف، كما حكيت لكم هنا، ونحن نحمل مثل هذه المشاعر لبعضنا وسمعتموني أقول: كنا نختلف في فض الاشتباك الثاني، ويسافر الدكتور كيسنجر من تل أبيب إلى الإسكندرية لكي يغير كلمة أو يضع شكلة. كان هذا طبعا نتيجة الجدار النفسي الذي قام بيننا. بل اكثر من ذلك، لقد تحقق ما كنت أتوقعه. لن يحس بما يعيش فيه مسؤول في مثل الظروف التي أعيش فيها. في جلسة مع وزير الدفاع الإسرائيلي عيزر وايزمن، توجه إلي بسؤال: لماذا كنت تريد ان تهجم علينا في الأيام العشرة الماضية؟ قلت له: أبدا. بدأتم أنتم مناورة، وعلى طريقتنا بعد حرب أكتوبر [تشرين الأول]، وبأسلوبنا، أسلوب الدول المتحضرة التي تعرف مسؤولياتها، حينما بدأتم مناوراتكم، بدأ الجمصي مناوراته أيضا بنفس الحجم. قال ان تقارير المخابرات كلها أمامي اهيه، وعرضها، تقول بأنكم كنتم: ستضربوننا ضربة مفاجئة. وكان في غاية العصبية. قلت له: أبدا أبدا. كونوا على علم بأن أي عمل تعملونه سنرد عليه في الحال. عملتم مناورة؛ الجمصي في الحال بدأ مناورة على مستوى، وعلى نفس النطاق الذي قامت به إسرائيل. ومن قبل، قلت له. حدث مرة انكم أدخلتم طائرة بدون طيار إلى الضفة الغربية للقنال، وتفادت دفاعاتنا طائرة إليكترونية بدون طيار وخرجت. في نفس اليوم اصدر الجمصي أوامره إلى طائرتين مصريتين بطيارين ودخلت على المواقع الإسرائيلية. هذا هو الحاجز النفسي الذي أتحدث عنه. منذ عشرة أيام وهم في شدة العصبية، وفى شدة، ومشدودون بعد حرب أكتوبر [تشرين الأول]، وبعد أداء الضابط والجندي المصري في حرب أكتوبر [تشرين الأول]، وبعد ما أثبتته العسكرية المصرية، مشدودون إلى أقصى حدود الشد. هذا يفسر ما قاله رئيس الأركان: الإسرائيلي غور من انني قد بدأت هذه المبادرة، مبادرة ذهابي إلى الكنيست، كنوع من الخداع أغطي به ضربة جديدة، والخداع الاستراتيجي والتكتيكي ممكن ولي كامل الحق فيه، ولكنني لن اخدع أحدا أخلاقيا أبدا.

          وسألت دايان: في سنة 1971 - ومن هذا المنبر تقدمت بمبادرة كما تذكروا حضراتكم، كان اساسها ان تنسحب إسرائيل من الضفة الشرقية للقناة إلى المضايق، في مقابل ان نسمح بتطهير قناة السويس، وبدء الملاحة فيها، على ان تكون هذه هي أول خطوة في جدول زمني لانسحاب يقوم بمناقشته بين الأطراف غونار يارينغ في ذلك الوقت. سألت دايان: كنت وزير دفاع سنة 1971، لماذا لم تصدقوني حينما أعلنت مبادرة سنة 1971؟ قال: والله انتظرنا،

<7>