إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس أنور السادات، أمام مجلس الشعب واللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي حول نتائج زيارته إسرائيل
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ص 478 - 484"

وأعلنت أنت بعد ذلك ان هذه سنة 1971، هذه السنة هي سنة الحسم، وانتهت سنة 1971 ولم يحدث حسم. وعلى ذلك لم نأخذ هذا الموضوع جديا، لأنه كان من الممكن ان لا تكون هناك معركة في سنة 1973 إذا ما اخذوا بمبادرتي في ذلك الوقت. قلت له: وماذا في عام 1973؟ حينما كنت اتخذ الخطوات في الخداع الاستراتيجي بالتعبئة، وفي كل مرة كان يستجيب، استجاب مرتين، وفي الثالثة لم يستجب، فكانت هي القاطعة. قال: انه لم نكن نؤمن أبدا انكم تستطيعون التحرك.

          بل حكى لي عن واقعة لطيفة: في اليومين السابقين مباشرة للهجوم، أي يوم 4 ويوم 5 أكتوبر [تشرين الأول]، شعروا بأن هناك شيئا خرجته الأقمار الصناعية تصور كل ما لديهم من أجهزة الكترونية حديثة. في يوم 6 أكتوبر [تشرين الأول] بالذات ظهرا، قطعوا بأنه لن يحدث شيء لأن لواري الجيش الخاصة بالذخيرة كانت على الطريق إلى القناة في رحلات مستمرة فارغة. قلت له: الذخيرة من 5 أشهر كانت في مواقعها، وده السبب مودتهاش في لواري الذخيرة لأنه بيقصدوها. دي راحت في القطر 5 اشهر وخزناها هناك. كل ده اتكلمنا فيه. لكن لما نيجي من 10 أيام لمجرد خطأ في الحساب، وللحاجز النفسي القائم الموجود اللي بيترتب عليه ان لا يصدق أحد الآخر، وأن يشك الواحد منا في الآخر لأي حركة. والضربة المفاجئة التي قامت بها قواتنا المسلحة، ويحترمونها في إسرائيل أشد احترام كما قلت، أصابتهم بعقدة نفسية كان ممكن جدا ان تجرنا منذ عشرة أيام إلى معركة. إذن، ثبت ما كنت احسبه وأنا في موقعي هذا، من انه في مثل هذا الموقف الذي نعيشه، قد يحدث أي شيء ولا إرادة لنا فيه، ولا إرادة لهم أيضا هم فيه، وفي النهاية سنقف وكل منا يقول: ليست لي إرادة في هذا إنما الشك والريبة والخوف من الخديعة، وكل ما بناه الجدار النفسي. من أجل هذا كان ذهابي إلى الكنيست لمقابلة الكنيست، ومن خلاله الرأي العام الإسرائيلي كله، كي أضع أمامه حقائق المشكلة. وهنا أعود إلى ما قاله دايان عن سنة الحسم.... سمعتمونى هنا وقلت حتى للكنيست ولشعب إسرائيل، انه إذا وقعت اتفاقيات سلام بين إسرائيل وكل دول المواجهة، ولم تحل القضية الفلسطينية، فليس هناك سلام. ده الفلسطينيين، كما هي العادة تماما - وهنا أنا أشفق عليهم حقيقة، أشفق عليهم بعد ما زرت القدس.

          وبعدما قابلت أهلنا من العرب في القدس العربية - بيلوموني لإني زرت القدس. أنا فخور ان بعد عشر سنوات ما حدش سأل عن المحرومين، عن اللي عايشين تحت الاحتلال الإسرائيلي. اتتني النساء العربيات، بناتنا في قبة الصخرة، يطلبن مني أن أتدخل لأن ابناءهن وأزواجهن في السجون، والمكافحون امام الراديو وعلى المقاهي وفي الكباريهات يتحدثون. وعلى الفلسطينيين ان يسألوا انفسهم: من الذي اطلق النار على صدورهم؟ هل هى مصر؟ من الذي

<8>