إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، في مجلس الشعب، 21 / 1 / 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 77 - 103"

مبادرة السلام المصرية اصبحت هى الحقيقة المرتجاة التى يتشبث بها العالم كله. مبادرة السلام المصرية امتدت إلى أبعاد انسانية وأخلاقية وسياسية وهى تسكن الان كل الضمائر على امتداد القارات المعمورة، الإنسان في كل مكان اليوم متمسك بمبدأ حماية الإنسان المصرى العربى والإنسان الإسرائيلي من شرور التدمير وكوارث الحروب. أخلاقيات المبادرة تقوم على القرار العادل الذى يستند إلى المبادئ والمواجهة المستقيمة التى لا بد أن يتوفر لها الشجاعة والقدرة المنتصرة على أطماع التوسع وأحلام الغزو.

          ان الأهداف السياسية للمبادرة أصبحت يقين في كل تجمع دولى رسمى أو شعبى من حقه إصدار القرار وكل قرار أعلن حتى اليوم من مختلف المواقف المشاركة في صياغة المصير العالمى هو اقرار لأهداف المبادرة وأبعادها الإنسانية والأخلاقية والسياسية وإذا كانت المبادرة قد هدفت وحققت هدم الحواجز النفسية الرهيبة من الشكوك وعدم الثقة والكراهية والأحقاد فان أعداء المبادرة لن يفلحوا في أن تختنق المبادرة بحواجز جديدة نتيجة افتقار المسئولية أو صغائر الأطماع أو أحابيل المناورات.

أحذر.. ولا أهدد

ومن هنا ومن فوق هذا المنبر فاننى أحذر، لقد أبلغت رسالتى في القدس وأشهدت الله وأشهدت العالم كله عليها واليوم أحذر ولا أهدد لأن التهديد هو أسلوب الضعفاء، أحذر من نتائج هذا العبث الذى يجرى في موضع المسئولية والجد والقرار الصعب والمسلك الشريف والعادل وأحمد الله أن العالم كله أصبح مقتنعا اليوم بأننا نعنى تماما كل كلمة نقولها وإننا نحترم تماما كل وعد نقطعه على أنفسنا ولذلك فاننى أعود وأحذر وأكتفي اليوم فقط بالتحذير ومصر لا تتحرك ولن تتحرك إلا من موقع القوة والثقة بالنفس.

تحركنا للسلام من منطلق القوة

أيها الأخوة والأخوات ستمضي مبادرة السلام في طريقها بعون الله تحمل شعارها القوي الوضاء فلتكن حرب اكتوبر هي آخر الحروب لأن

<24>