إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، فى مجلس الشعب، 21 / 1 / 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 77 - 103"

أنفسهم بجبهة الرفض ولم نفقد صبرنا. واجهنا كل هذه المناورات البعيدة تماما عن حسن النوايا وسلامة الأهداف، فالمبادرة المصرية هى اكبر احداث العصر كما شهد العالم كله.

دور مصر فى أمن العالم

          ومصر تبني بها تاريخا جديدا فى منطقة الشرق الأوسط يؤثر في مصير العالم كله وينقله من القلق والخوف إلى الاستقرار والرخاء فليس من ينكر أن أمن البحر الأبيض المتوسط هو ركيزة للأمن الدولى على اوسع نطاق كان هذا الاتجاه الأول وهو محاولة كسب عنصر الوقت.

          أما في الاتجاه الثاني: وهو محاولة استغلال اعترافنا بأهمية الأمن الإسرائيلي فقد ارادت اسرائيل بكل الأساليب المكشوفة التى لم تعد تنطلى على الرأى العام العالمى أن تعود إلى منطلق الأطماع والتوسع ونظرية فرض الأمن بالقوة العسكرية. تلك النظرية التى حطمتها حرب أكتوبر ذلك كله تحت مظلة شعار أمن إسرائيل. قالوا أن إسرائيل لن تقبل بالانسحاب الكامل من الأرض المحتلة لأن حدود 67 تهدد أمن اسرائيل.

مناورات اسرائيل فى التفاوض

          قالوا باستحالة قبول دولة فلسطين وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني لأن الدولة الصغيرة الجديدة لشعب مشرد بلا أرض أو كيان ستكون هى التهديد المدمر لأمن إسرائيل. بل أنهم ابرزوا بعد ذلك ما كان بالنسبة لي امرا يثير السخرية والضحك وشر البلية ما يضحك كما يقولون لقد تمسكوا ببقاء المستوطنات الإسرائيلية التى أنشأوها في الأرض المحتلة واحتلها مواطنون إسرائيليون مرة أخرى لأن الجلاء عن هذه المستوطنات يحطم أمن اسرائيل، ولقد تصورت في بادئ الأمر انهم يهزلون أو أنهم يحاولون بهذه الأساليب أن يقووا مركزهم التفاوضي وهذه مسائل معروفة في السياسة الدولية وفي المفاوضات وإذا بهم يحولون هذه المسألة الفرعية البعيدة تماما عن قضايا الأمن العسكري والمعبرة عن اصرارهم على التوسع في غير أرضهم أقول يحولوها إلى قضية كبرى، بل أنهم أرادوا أن يجعلوا

<6>