(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

مع دول الرفض عندما سبوا مصر وشعوبها فى بيان رسمى وقرروا تجميد العلاقات معها وكان ردنا أنه اذا سبقتم الى التجميد فاننا نسبق الى القطع لان فى رقبة كل واحد من هؤلاء دين لمصر ولشعب مصر. ومع ذلك فاننى قد أبلغت الأخ الرئيس جعفر نميرى وكل الأخوة الذين يسعون اليوم الى التضامن بأن مصر لا تمانع فى اعادة هذه العلاقات ولا اعتراض لنا على زمان أو مكان لعقد مؤتمر القمة العربى، ولكننا لا نريده اجتماعا ثم انفضاض. اننا نريد المصارحة الكاملة نريد المكاشفة الكاملة، نريد تحديد المواقف والالتزامات والمسئوليات وأن يعرف كل قدره وحجمه.

          شيء واحد لن نقبله ولن نتعامل معه هو سب الشعب المصرى، أو التطاول عليه والجحود بتضحياته الفذة الجبارة استشهادا فى ساحات البطولة والمجد ومعاناة قاسية فى لقمة خبزه وقوت يومه والآخرون ينعمون على حساب تضحيات هذا الشعب لقد أصبحنا ويا لسخرية الأيام نعير بأزمتنا الاقتصادية أقولها وأكررها: سب الشعب المصرى والتطاول عليه أمر لن يقبله ولن نتعامل معه، وليعلموا علم اليقين ان هذا الشعب الأصيل العظيم صامد بأروع صور الصبر والتحدى قادر بأشمخ صور البناء والعطاء على أن يجتاز أزمته دون أن يتجاهل مسئوليته فى قضايا التحرير والسلام. العالم كله أصبح يعرف أن أزمة السلام ليست في سيناء، قادة اسرائيل يعلنون يوما بعد يوم انهم عرضوا الانسحاب من 99 % من سيناء. ولكننا نطالب أولا بحق الشعب الفلسطينى على أرضه قبل حقنا على أرض سيناء.

          نحن نعرف واجبنا ومصر تعرف مسئولياتها وتعرف مكانها وأقولها وأكررها: كفاكم تجريحا لشعب مصر، شعب مصر البطل الذى يعانى ويتحمل فوق طاقة البشر وهو يبنى ويعمر وينتج حتى يجتاز أزمته بصلابته الحضارية منذ الاف السنين. كفاكم جحودا بتضحيات شعب مصر، كفاكم تمزيقا للأمة العربية باسم شعارات لحقها البوار ولم تعد تنطلي على وعى شعبنا العربي فى كل الأقطار. نحن عرب هذه هى استراتيجيتنا أيها الأخوة والأخوات.

<12>