إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

          بقي التساؤل الهام والأخير وهو أين نحن الآن؟ والى أين فى جبهتنا الداخلية وشئون حياتنا اليومية وفى مسيرتنا الديمقراطية؟ أقول لكم بكل الوضوح أن الشموخ الذى ارتفعت إليه مصر فى العالم المتقدم الخارجى فاحتلت مكانة رفيعة رائعة من الاحترام والتقدير والتشجيع، هذا الشموخ الخارجى لا يقابله نفس الوضع بالنسبة للداخل ودعونا نواجه أمورنا ونناقش سلبياتنا بكل المكاشفة والمصارحة ولست بعيدا عن نبض الشارع المصرى ولن أكون، ولست بعيدا عن متاعب المواطن المصرى فى القرية وفى المدينة والتجمع النائى ولن أكون. لقد نشأت وسأموت فى قلب هموم الأسرة المصرية الفقيرة وعرفت الأعباء والأوجاع التى يتحملها رب الأسرة وأفرادها فى مجتمع القهر وتحديت الأحقاد والأطماع التى فرضها بالقسر مجتمع النصف فى المائة قبل ثورة 23 يوليو.

          وإذا كنت قد أخذت قدرى نضالا لا يهدأ ولا يستكين دفاعا وتحقيقا لحق كل مصرى على أرضه وحقه فى حريته، فى حرية التعبير، وحقه فى الأمن وفى الأمان. فاعلموا أيها الأخوة والأخوات انني لم انعزل ولن انعزل يوما فى نهار او ليل عن انين أسرة واحدة على ارض مصر، واعلموا أيضا أيها الإخوة والأخوات ان رسالة من مواطن مظلوم أو مقهور تصاحبنى فى أرق الليل ولا يغمض لى جفن ولا أستريح حتى أطمئن أن ولدى أو أخى المواطن المقهور قد تحقق له العدل واستراح. لقد عرفت ما هو الفقر ولم اخرج إلى الحياة وفى فمى ملعقة من ذهب أو فضة أو حتى صفيح، بل أقتحمت غابة الحياة لانتزع من مجتمع القهر حقى وحق الملايين فى الحياة.

          من هنا لا بد أن يكون لنا وقفة .. معنى هذا بالواضح الصريح اننى فى انتمائي أنتمي الى القاعدة العريضة من الفلاحين والعمال .. ومعنى هذا أيضا انني وقد عشت السجون والمعتقلات ومرارة الحرمان والفقر مكافحا من أجل حقوق هذا الشعب فاننى لن أسمح أبدا أن يعبث بمصير هذا الشعب نفر، أما من أصحاب المذاهب العملاء أو من أولئك الذين تربوا بملاعق الذهب فى أفواههم.

<13>