(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

          اننا جميعا مع مصر كما تحدثت اليكم. اننا جميعا مع مصر أمام مشكلات التحدى مهما شكك المشككون سنكون دائما جبهة واحدة متماسكة بالوحدة الوطنية مترابطة بالسلام الاجتماعى وبأكرر لن أرحم من يحاول أن يضرب السلام الاجتماعى فى مصر بتحريض الطبقات ولا الناس على بعضها ولا انتفاضات الحرامية. مترابطة بالسلام الاجتماعى عاملة بكل العرق والجهد وبشرارة الإيمان المقدسة لبناء اشتراكيتنا الديمقراطية. اننى أنادى أيها الأخوة والأخوات من هذا المنبر وفى عيد العمل والعمال. انني انادي كل مصرى ومصرية أن يفكر فيما أعطى ويعطى قبل أن يفكر فيما سيأخذ لانه لا أخذ بغير عطاء ولا مورد بغير عمل. اشتراكيتنا اشتراكية الكسب المشروع. اشتراكية تمليك من لا يملك. اشتراكيتنا تأمين للعاجز. علشان ننتقل الى مشارف الرخاء لا بد من مزيد من الإنتاج.

          انادى أبنائى وأخوتى وأصدقائى فى كل موقع عمل. وقد رأيتهم وأنا أزور الوجه القبلى أخيرا ومنطقة القنال من قبلها. لا انتقال لنا الى مشارف الرخاء الا بمزيد من الانتاج والنور يوضح لنا علامات الطريق ويقصر مسافات الطريق ويحمى مصر من قطاع الطريق .. اننى أنادى أبنائي وأخوتي وأصدقائي في كل إدارة مسئولة في الحكومة والقطاع العام والقطاع الخاص أناديهم أن أعلموا أن كل مصرى ناجح فى خبرته متمكن من تخصصه هو الجدير بالثقة والتشجيع ولا بد من أن نغير ما فى نفوسنا. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

          أطردوا النفاق واحموا مصر من أن يتحول هذا المرض الى وباء. أطردوا التسلق والانتهازية أيضا وأعلموا أن العمل الصادق الشريف هو الذى يرقى وحده سلم الارتفاع والنجاح. أطردوا الخوف من مسئولية اتخاذ القرار. العاجز عن اتخاذ القرار هو عضو مشلول فى المجتمع ولا حاجة بنا الى مشلولين. تجمعوا وترابطوا وتكاتفوا لحماية الديمقراطية من أعداء الديمقراطية وأن أعداءها هم أولئك الساعون بها وباسم شعاراتها الى خرائب الفوضى والتشكيك والتيئيس. ان أعداءها هم المستثمرون

<29>