إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

طرفا مساندا للحق العربي فحسب بل هو يقيم معنا الدعوى ضد تعنت إسرائيل وإصرارها على التوسع وتعويقها لكل خطط السلام، وهكذا أصبح الضمير الإنساني من أقصى الدنيا إلى أقصاها واعيا لحقيقة هي جديرة بالنسبة إليه وهي أن كل ادعاءات إسرائيل السابقة خلال 30 عاما برغبتها في السلام والتعايش مع شعوب المنطقة قد تكشفت آثارها في أول امتحان حقيقي لها في قضية السلام. العالم اليوم يقف معنا ليس شاهد اثبات فقط أو طرفا مساندا ومؤيدا بل هو يقيم معنا الدعوى لأن مبادرة السلام المصرية هى باعتراف الكل أضخم وأروع أحداث التاريخ العالمى المعاصر بل هى حدث جليل فاق فى الهامه للإنسانية معجزة العلم بوصول الإنسان الى القمر. هذا ما قالوه فى عالم اليوم. العالم اليوم يقف معنا ليس شاهد اثبات فقط او طرفا مساندا ومؤيدا بل هو يقيم معنا الدعوى بأن مبادرة السلام المصرية هى الامتحان الحقيقى الذى تواجهه إسرائيل اليوم بعد أن أصبحت فى عزلة كاملة بل ان حكومة اسرائيل الان في مواجهة مصير لأول مرة منذ قيام اسرائيل، في مواجهة مصير مع أمريكا التى تقدم لها من لقمة الخبز الى الطائرة المقاتلة. ان العالم يقف معنا هذه الوقفة الإيجابية التى لا تقتصر على التصريحات أو البيانات الرسمية بل هى تتجاوز ذلك الى جهود كبيرة مكثفة على المسرح الدولى وفي كواليس هذا المسرح وكلها جهود قوية مشكورة تضاعف يوما بعد يوم من فعالية مبادرة السلام المصرية وتحذر ساسة إسرائيل بالفعل لا بالقول بأن أحدا لن يسمح بأن تفوت هذه الفرصة التاريخية النادرة للسلام التي أتاحتها المبادرة المصرية. لم تعد هذه الجهود الدولية المستمرة المتحفزة لتتقبل من حكومة إسرائيل أى عذر أو أية حجة. ولم تعد تنطلى عليها أية مناورات أو محاولات لفظية بعد أن أسقطت المبادرة المصرية كل الحجج الزائفة التى نجحت اسرائيل من قبل ومن خلال ثلاثين عاما فى اقناع العالم بها وكانت الدول العربية حينئذ مضروبة بهزائمها ممزقة بخلافاتها معزولة تماما عن عالم اليوم ومتخلفة أيضا تماما عن مخاطبة هذا العالم بما يقنع وبما يجرد المخطط الصهيونى من كل أسلحته المقاتلة، كانت الدول العربية قبل حرب أكتوبر وقبل المبادرة المصرية تتحدث إلى نفسها ولا يصل صوتها

<5>