(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

إلى أحد لقد كان العالم المشدود الى المبادرة المصرية يتوقع أن تقدم حكومة اسرائيل على اتخاذ القرارات الواجبة وأن تواجه حكومة اسرائيل شعبها بشجاعة التخلص من أفكار قديمة، افكار أصبحت اليوم ضعيفة متهاوية أمام مبادرة السلام المصرية، ولكن بدا واضحا حتى الآن أن المبادرة المصرية كان لها وقع الزلزال المفاجئ سواء فى مواقع الحكم الإسرائيلي أو فى مواقع العمل السياسي أو لعلهم كانوا لا يتصورون بكل حساباتهم عن الأسلوب العربي انه من الممكن أو التخيل أن تفجر مصر هذا الموقف فيدوى فى كل بقاع العالم ويرتفع دويه يوما بعد يوم وتتكشف له أبعاد عميقة تتضاعف وتقوى من صلابة التأييد العالمى للتحرك المصرى التاريخى الذى جذب إليه الأصوات المحبة للسلام حتى داخل اسرائيل نفسها. وعندما وافقت على لقاء مستر بيجين رئيس وزراء اسرائيل في الإسماعيلية سمعنا عن عشرات الألوف من الشعب الإسرائيلي يتجمعون فى الميادين العامة في تل أبيب ويرتلون أغنيات السلام ويرقصون حتى الصباح من أجل السلام وعندما وضح أمام العالم كله بعد ذلك تعنت مستر بيجين وانجذابه إلى الماضى بكل نظرياتهم الخاطئة التى هدمتها حرب أكتوبر وهدمتها مبادرة السلام أقول رأينا داخل إسرائيل شباب الاحتياط يتجمعون بالألوف تحت اسم حركة السلام ويطالبون رئيس حكومتهم بالمرونة وبالتخلي عن الأرض في سبيل السلام ولعلكم قرأتم أخيرا أن عددا كبيرا من أساتذة الجامعات فى إسرائيل قد أنضموا أيضا إلى حركة السلام التى أصبح لها قواعد وأعضاء فى كل مدن اسرائيل. المبادرة المصرية اذن تنمو وتتفاعل وتزداد عمقا وإيجابية حتى لم يعد غريبا اليوم أن نسمع حتى من ساسة إسرائيل أنفسهم ومن أجهزتهم الإعلامية والسياسية ان مصر أصبحت تعيش اليوم في كل بيت داخل أمريكا وفى كل بيت داخل أوربا محاطة بالتقدير والاحترام من كل الأجيال ومن مختلف الطوائف. ثم نسمع أن الأزمة الحقيقية للحكومة الإسرائيلية هى فى انها كيف تستطيع بكل الإمكانات الضخمة التي تملكها القوى الصهيونية فى أمريكا وأوربا كيف تستطيع أن تخفف فقط من هذا الأثر القوى الذى فعلته المبادرة المصرية

<6>