إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس محمد أنور السادات، بمناسبة عيد العمال، بشبرا الخيمة، 2 مايو 1978
المصدر: "مجموعة خطب وأحاديث الرئيس محمد أنور السادات، في الفترة من يناير إلى يونيه 1978، الهيئة العامة للاستعلامات، ص 395 - 424"

وعينين بين أن يعلو صراخنا ليل نهار باتهام إسرائيل بالتعنت والصلف وسياسة التوسع والعدوان دون أن يقتنع بها أحد، وبين أن يتكلم العالم اليوم بلغتنا وبحقوقنا ويتبنى مواقفنا. لم يكن متصورا من أحد ولا من إسرائيل ذاتها أن الشعب الأمريكي بالذات وفيه منظمات صهيونية متغلغلة منذ مائتي عام. أقول لم يكن متصورا أن الشعب الأمريكي بالذات هو الذي سيكون سباقا إلى مساندة حقوقنا وإلى كشف موقف إسرائيل المتعنت وقتلها لفرص السلام. ان حكومة إسرائيل لم تتشجع بعد لكي تتخذ القرارات الواجبة ولا يزال أثر زلزال المبادرة يوقع بها في حيرة كبرى بين أنقاض الأفكار البالية القديمة، وبعض آخر من المراهقين أيضا والحاقدين يتحدث بغرور الفلاسفة وادعاء العلم، والعلم بالخبايا والخطايا ليقول أن المبادرة المصرية قطعت الطريق على مؤتمر جنيف وإنني لأتساءل متى كان الطريق موصولا إلى مؤتمر جنيف؟ الم يصارح الرئيس السوري رؤساء دول الخليج عندما أراد أن يحرضهم على المبادرة بأنه لا سوريا ولا الاتحاد السوفيتي كانا يعتزمان حضور مؤتمر جنيف قالها: ألم تقم سوريا العقبة تلو العقبة حول تشكيل الحضور العربي في مؤتمر جنيف؟ طالبت سوريا في الأول بوفد عربي موحد وكنا نعترض على ذلك، ولكن من أجل تمثيل الفلسطينيين وافقنا على وفد عربي موحد، كما طلبت سوريا، ساعة ما عرفت سوريا ان احنا وافقنا وأعلنا على وفد عربي موحد وهم أصحاب الاقتراح. ألم نفاجأ بما اسميته مناورات ورقة العمل لمؤتمر جنيف، عندما دارت في الصيف الماضي مباحثات وزراء الخارجية العرب ووزير خارجية إسرائيل مع الرئيس كارتر ومستر فانس بين واشنطن ونيويورك واستمرت شهرا كاملا اسفرت عن ورقة عمل أمريكية، وأخرى أمريكية إسرائيلية، وأخرى أمريكية سوفيتية، ثم ضاع الطريق إلى مؤتمر جنيف بين هذه الأوراق مما جعلني أعلن على الفور تفويتا لكل مناورة أن مصر مستعدة للذهاب إلى مؤتمر جنيف بدون أي ورقة عمل. متى تخلفت مصر عن مؤتمر جنيف؟ ألم تكن دعوتنا إلى مؤتمر القاهرة ولا تزال من أجل الإعداد لمؤتمر جنيف؟

<8>