إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رسالة من الرئيس أنور السادات إلى مناحم بيجن، حول الموقف المصري من الإجراءات الفردية التي تتخذها إسرائيل بالنسبة إلى القدس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 16، ص 280 - 284"

رسالة من الرئيس أنور السادات إلى مناحم بيغن،
رئيس حكومة إسرائيل، حول الموقف المصري من
الإجراءات الفردية التي تتخذها إسرائيل بالنسبة إلى
القدس، ومفاوضات الحكم الذاتي.

 

القاهرة، 12 / 8 / 1980

(الأهرام، القاهرة،
13 / 8 / 1980)

          عزيزي رئيس الوزراء بيغن..

          أرجو أن تكونوا قد عوفيتم تماماً مما ألم بكم. واستعدتم صحتكم لتتمكنوا من مواجهة المسؤوليات الضخمة التي تتحملون بها في هذه المرحلة الدقيقة وأنه لواجب كل منا في الواقع أن يتعامل مع العديد من المشاكل وبخاصة في ضوء الظروف الراهنة سواء على مستوى المنطقة أو عالمياً. كما أنه لا خيار لنا حقاً إلا بمواجهة هذه المشاكل بمزيد من وضوح الرؤية والشجاعة حيث لا يمكن لأي منا أن يتجاهل الأحداث التي تحيط بنا وآثارها بعيدة المدى.

          وفوق كل شيء، فإن واجبنا هو اتمام العمل الذي بدأناه على طريق السلام. وأني لواثق انني لست بحاجة لأن أذكركم بما التزمنا به في اجتماعاتنا التي تمت في مصر وإسرائيل وكامب ديفيد من العمل بلا كلل نحو تسوية سلمية شاملة في الشرق الأوسط.

          ولعلك تذكر أن كثيرين كانوا متشككين في فرص نجاح المسيرة نحو السلام الشامل. وذلك لأسباب تعلمونها ولا شك. ومع ذلك فقد بقيت ثابت العزم في متابعة قضية السلام النبيلة بصرف النظر عن الكم الهائل من الجهود التي تتطلبها مثل هذه المهمة الجليلة. فبالعزم والتصميم فقط امكننا في العام الماضي ان نحقق ما كان يعد من قبيل المستحيل. ولكن من ناحية أخرى فما زال أمامنا الكثير لنعمله إذا كان لنا أن نواصل مسيرة السلام لصالح جميع شعوب المنطقة بما في ذلك الشعب الإسرائيلي طبعا. بل لصالح جميع الشعوب في العالم كله.انه من أجل ذلك كان التزامنا الذي عبرنا عنه في الخطاب المشترك المؤرخ يوم 26 مارس [آذار] 1979 من اننا سوف نتفاوض باستمرار وبحسن نية .. حتى نصل إلى اتفاق حول إقامه سلطة الحكم الذاتي الكامل في الضفة الغربية وقطاع غزة في أقرب وقت ممكن.

          وكما سبق أن أشرت في أكثر من مناسبة خلال محادثاتنا، فإن تحقيق تقدم ملموس نحو هدفنا هذا هو أمر محقق لمصالح الشعب الإسرائيلي بنفس القدر الذي يحقق بة مصالح الشعب الفلسطيني.

          ان فقد هذه الفرصة المتاحة لبدء عملية التوفيق

<1>